باتت السخرية عند السوريين، جزء من الحياة اليومية، دون أن يضطروا للدخول في مدارس لتعليم فنون الكوميديا أو صناعة النكتة. لدرجة تشعر أن السخرية موجودة في جيناتنا نحن السوريون، إنها بالفطرة هيك ربنا خلقنا أفلجية كما نقول بالعامية.
سناك سوري- ضاحكة بنت سعدو الباكي
يُقال سهل تبكي الناس بس صعب تضحكهم بس نحنا بسوريا صرنا نضحك على حالنا. أي نضحك علينا ليش مستغربين؟. لسنا مجانين ولكن المُضحك المبكي جعلنا نضحك على أنفسنا وعلى عيشتنا.
منذ ثلاثة أيام رأيت رجلا في الشارع يزلغط ويقول: « أويها وقبضنا الراتب .. وأويها واليوم نخلصوا» ثم يردف “لولولولييييش” وتعقبها أوف طويلة. أنهُ يسخر من حالته التي لا يختلف عنه بها الآلاف من العباد في هذه البلاد.
نحن نسخر من قطع الكهرباء ونقهقه. كيف لا ونحنُ نستهجن ما إذ نسي أو تغافل أو حن علينا عامل القطع المناوب بدقائق من الكهرباء. أما إذ زادت عن الدقائق فنمضي نصف ليلنا سعداء والنصف الآخر ندعو للعالم لأن فضل علينا. (ويمكن نصليلو ركعتين مبتسمات).
نحن نسخر ما إذ هرولنا بعز طقة الشمس ومالم يبتسم لنا الحظ بين عشرات المنتظرين للمكروباص لنفوز بمقعد أو نقرفص بالمكرو فنسخر من حالنا ونكرر المحاولات. عناد الشغلة!.
منذ ثلاثة أيام رأيت رجلا في الشارع يزلغط ويقول: « أويها وقبضنا الراتب .. وأويها واليوم نخلصوا» ثم يردف “لولولولييييش” وتعقبها أوف طويلة
كذلك نسخر من الأسعار ومن طلوع السيد دولار يلي ندعوه نعناع ويابتاع النعناع يا منعنع .ولما بتطلع الأسعار أبداً ما بتطلع روحنا معها لأن تمسحنا وعنصر المفأجاة بطل يفاجئنا، فمنضحك ضحكة الفوز إنو “كنا متوقعين وما فاجأتونا”.
نحن نسخر من تصريحات بعض المسؤولين صرنا نكتب عنها منشورات وما منخاف من الحيطان تسمع!. ونحن نسخر من تصريحاتهم نعمل منها تريندات والتريندات يلي نسخر منها بعد كم ساعة تموت. ونطالع تريند جديد نستلمه بمنشورات ونأفل ونكتب وننساه وعلى مبدأ يلي بعدو.
نحنا منسخر ومنضحك بس مش معناه ما عاد نحس، هي إلها معاني كثيرة منها إنو استسلمنا وما طالع بإيدنا شي. ومنها أننا مرنين ومتأقلمين، ومنها إنو اليوم عم نضحك بس ممكن بكرا تفقع معنا الحكاية.