متل الزفت، ربما العبارة الأكثر استخداماً في الشارع السوري اليوم، والتي تأتي كرد جاهز على مجمل الأسئلة الاجتماعية. والاقتصادية، وكما يبدو حتى أسئلة وأخبار الإنترنت تلقى جواباً مشابها.
سناك سوري _ أزفت من الزفت
وعبّر كثر من متابعي سناك سوري بكلمة “زفت”، رداً منهم على سؤال عن وضع الإنترنت لديهم. بعد إعلان السورية للاتصالات عن خلل أصاب الشبكة.
كثيراً ما يتم استخدام “الزفت” للتعبير عن الحالات غير الجيدة، كالحالة النفسية المتردية، ووصف بعض الأشخاص المكروهين. (إجا الزفت وراح الزفت) وكل ماهو سيء.
بينما “الزفت” هو أحد المشتقات النفطية، المستخدمة لتعبيد الطرقات، وتغطية أسطح المباني والمنشآت الصناعية وغيرها كطبقة عازلة. (يعني جاي من الشي يلي ماعنا منو وحارمنا الكهربا والذي منو، بس أوعى تفكروا تقبعوا الزفت مو ناقصها شوارعنا).
اقرأ أيضاً:بعد المطالبة بفتح تحقيق حوله.. إعادة تزفيت شوارع بمدينة اللاذقية
ويتميز “الزفت” بقدرته على تحمل الفروقات الحرارية والحمولات الكبيرة (تماماً ذكرني بجماعة مواطنين متحملين متلو و أكتر). ورغم ذلك يُعبر عنه وكأنه (قليل قيمة وما بيلقى شي).
وبعودة للهجاتنا المحكية والتي يتم خلالها تداول مصطلحات محكوم عليها من شكلها. نسمع أيضاً بمصطلح “أزفت من الزفت”. وبصراحة يجب أن يزعل الزفت منا (يحرد يعني)، فهو مظلوم ويتعرض لحملة تشويه سمعة تنال من أهميته (هو هيك قلي).
اقرأ أيضاُ:الصحافي الساخر .. صياد أم طريدة؟
(وبما انو سيرة بتجر سيرة)، في بحارتنا شارع مزفت، بقلبو جورة ما بتخاف الله، ومع كل هاد مصرين نقول هاد الشارع أزفت من الزفت من وراها). لننسى مفتعل تلك الجورة. محافظين على شتيمة “الزفت”.
وأخيراً فإن الزفت مافي أكثر منو في سوريا. وبنفس الوقت مافي أقل منه، بعبارة تانية، الطرقات بحاجته وهو غير موجود. بس مليان ومعبى بمفردات حياتنا اليومية.
فلو لم نكن نستخدم كلمة “زفت” كتعبير عن البؤس والبشاعة، بماذا كنا سنصف وضع النت والأمور الحياتية؟