الرجل الذي أتقن الضحك .. عائلة خليل معتوق تعلن وفاته بعد 13 عاماً من الاختفاء القسري
عائلة معتوق أرهقها الأمل .. والاختفاء القسري يواصل تغييب ضحاياه بعد سقوط النظام
نعت “رنيم” ابنة المحامي السوري “خليل معتوق” والدها بعد 13 عاماً من اختفائه القسري وإقفال صفحة انتظار عائلته له دون أمل.
سناك سوري _ دمشق
وحملت مشاركة “رنيم” في معرض الفن في “زيورخ” عنوان “ما الذي يتبقى من الأمل”، حيث قالت أن معرضها إهداء لوالدها “خليل معتوق” الذي ينتظرها منذ 13 عاماً لتحرره وتحرر روحها معه.
وأضافت أنها تعلن نيابةً عن والدتها وأخيها وفاة “خليل معتوق” رسمياً، ووصفته بأنه الإنسان الذي أتقن الضحك في كل الظروف وربما في لحظاته الأخيرة قبل إعدامه، مشيرة إلى أن العائلة قررت بعد أن أرهقها الانتظار والأمل بعودته أو العثور على أي أثر له، أن تقطع حبال الأمل وتحرر روحه ليغادرها بسلام.
وتابعت “رنيم” «ننهي بذلك رحلة حياة لا تليق بها إلا أكاليل الشهادة، شهيد الحق والكلمة، شهيد العدل والإنسانية».
وأعربت عن شكرها لكل من وقف إلى جانبها وساعدها على تعلّم الفرح من جديد، لتهدي فرحها وضحكاتها لروح والدها، وختمت بأنها ستعلن قريباً موعد الجنازة في “سوريا” ومدينة “لايبزيغ” الألمانية لوداع “خليل معتوق”.
من هو خليل معتوق؟
ينحدر “خليل معتوق” من قرية “المشيرفة” بريف “حمص” الغربي وهو من مواليد 1959، وقد حصل على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق عام 1982، حيث انشغل بالدفاع عن حقوق الإنسان وقضايا معتقلي الرأي والسجناء السياسيين.
منظمة العفو الدولية تطلق حملة للمختفين قسريا في ذكرى اختطاف “رزان زيتونة”
دافع “معتوق” عن معتقلي “إعلان دمشق- بيروت 2006” بما فيهم الراحلَين “ميشيل كيلو” و”مشعل تمو”، إضافة إلى المحامي “أنور البني”، وتطوّع للدفاع عن “طل الملوحي” عام 2009 والتي اعتقلت بسبب نشرها مدونات سياسية عبر الانترنت.
ترأس “معتوق” المركز السوري للدفاع عن سجناء الرأي، وكان ممنوعاً من السفر بين 2005 و2011، وترأس لجنة الدفاع عن معتقلي “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، وكان أيضاً المدير التنفيذي للمركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية.
اختفاء وتغييب
في صباح 2 تشرين الأول 2011 خرج “خليل معتوق” من منزله في “صحنايا” بريف “دمشق” نحو مكتبه في العاصمة، وكان برفقته صديقه “محمد ظاظا” حين اختفيا معاً وانقطعت أخبارهما.
ونقلت منظمة العفو الدولية عن شهود قال أنهم رأوا “معتوق” في عدة فروع أمنية بينها “أمن الدولة” في “كفر سوسة” وأحد فروع المخابرات الجوية بدمشق، وآخر مرة شوهد فيها بحسب المصادر كانت في “فرع فلسطين” التابع للمخابرات العسكرية في أيلول 2013.
في حين، أنكر نظام “بشار الأسد” وجود “معتوق” في سجونه رداً على مذكّرة قدّمها محامون للاستفسار عن مصيره في شباط 2013.
وفي شباط 2014 اعتقل فرع “الأمن العسكري” ابنته “رنيم معتوق” حين كانت طالبة في كلية الفنون الجميلة وتم تحويلها لمحكمة الإرهاب قبل الإفراج عنها في حزيران 2014.
وبينما شكّل سقوط النظام في 8 كانون الأول 2024 بارقة أمل لكثير من العائلات لمعرفة مصير ذويهم المفقودين، فقد حال الإخفاء القسري وإتلاف الوثائق دون معرفة مصير كثيرين وحتى تأكيد موتهم لإقامة تشييع يكرّم ذكراهم، وبينهم “خليل معتوق” و”عبد العزيز الخيّر” و”إياس عياش” و”ماهر طحان” وكثيرون غيرهم.

