الأسبوع الأخير من تشرين الأول.. بداية شتاء السوريين البارد وقصصهم الدافئة

اليوم الخميس س 12 ليلاً موعد تأخير الساعة 60 دقيقة إيذاناً ببدء الشتاء.. “نبع الحنان” جهزت “عدسات الشوربا” ومشي الحال
سناك سوري – سها كامل
تنتظر “غنوة” بشوق أن يأتي مساء اليوم الخميس 24 تشرين الأول، هذا المساء الذي سيتم فيه تأخير الساعة 60 دقيقة، لأنه بالنسبة لها الموعد الرسمي لبداية فصلها المحبّب “الشتاء”، فهي ساعدت والدتها في ترتيب الملابس الشتوية ورفع الملابس الصيفية إلى “السقيفة” أو “العلّية” أما والدتها فهي أيضاً متشوّقة لقدوم الشتاء لـ”ترتاح من الشوب” كما قالت لموقع “سناك سوري” و “لتتخلّص من هواء المروحة التي يرفض ابنها “غيد” إطفاءها.
تقول “أم غيد” سيدة في الخمسين من عمرها تسكن في مدينة اللاذقية لموقع “سناك سوري”: «جهزّت نفسي لاستقبال فصل الشتاء، الآن كل شي في مكانه، الملابس الشتوية، المونة في البراد، حضرت البامية والملوخية والبازلاء والفول، والعدس والبصل والثوم، كلها بتلزم، بالشتوية عائلتي تُحب شوربة العدس، رائحتها ولونها مرتبطان بشتائنا البارد، فإن لم يكفينا المازوت، ستدفء شوربة العدس عظامنا».
أما عن وسائل التدفئة تضحك “أم غيد” ضحكة قصيرة وتقول: «ماشي الحال، دبرنا حالنا بشوية مازوت، لكن الصوبية جاهزة نظفتها و وضعتها على الشرفة، سنقوم بتركيبها قريباً لنشعلها ولو ساعة في اليوم، أما الأغطية والسجاد، فأيضاً أصبحت جاهزة وممدودة في غرف الأولاد»، تضيف مبتسمة: «إجراءات شتوية لابد منها».
تسعد السيدة الخمسينية بلمة الشتوية فهي كما تقول: «مافي أحلى منها، يتجمع الجيران نسهر حول الصوبية نشاهد التلفاز، ليل الشتاء طويل وبارد، ندفئ أنفسنا بالحب والضحكات و ببعض حبات الكستناء التي يشتريها أبو غيد قبل نهاية موسمها وبعد أن ينخفض سعرها قليلاً».
اقرأ أيضاً: هذا الشتاء لا أزمة غاز .. والمازوت متوفر .. نحنا بحلم أو علم
يعيش “غيد” شتاءاً مختلفاً، فهو الأول له في الجامعة، بعد أن حصل على الشهادة الثانوية الفرع الأدبي، وسجل في كلية الحقوق بجامعة تشرين، يقول لـ “سناك سوري”: «كل عام عندما يقومون بتأخير الساعة 60 دقيقة، أبقى يومين لاستطيع أن أبرمج نفسي مع التوقيت الجديد، وأبدأ بحساب الساعات على التوقيت القديم»، يضيف: «يعني متل هلا الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر تصبح الثالثة والنصف، معادلة أحسها صعبة في البداية، لكنها تكسبني ساعة نوم إضافية في الصباح أو هكذا أشعر».
أما “غنوة” فهي أكثر المتحمسين في العائلة لقدوم الشتاء، لتمارس هوايتها المفضلة باحتساء الشاي بالقرب من شباك المطبخ حيث يغيب المشهد الخارجي بعض الشيء، بعد أن يغطي بخار البرودة زجاج النافذة، فتمسحه بيدها وتكتب اسم خطيبها “زين بحبك”، تضيف: «الخميس سيتم تأخير الساعة وكأنه فعلاً موعد بداية الشتاء، فدرجات الحرارة بدأت بالانخفاض منذ يومين وأصبح الجو بارداً قليلاً، خاصة في ساعات الصباح الأولى».
يجلس “أبو غيد” متقاعد ستيني، في مكانه المعتاد على الأريكة في الزاوية اليسرى من غرفة الجلوس، إنه لا يهتم بتأخير الساعة أو تقديمها، فموعد نومه المقدس هو الساعة التاسعة مساءاً سواء صيفاً أو شتاءاً و يقول لـ “سناك سوري”: «كان الشتاء أيام زمان أجمل، حيث كان الخير كثيراً ووسائل الدفء متوفرة والأحبة أقرب، أما اليوم أصبحنا نفكر كيف سننعم بالدفء وكيف سنؤمن المؤونة حتى نهاية الفصل البارد، و حتى الأولاد منشغلون بهواتفهم الجوالة و بالانترنت».
العمل بالتوقيت الشتوي سيبدأ نهاية ليلة الخميس 24 تشرين الأول، وذلك بتأخير عقارب الساعة 60 دقيقة إلى الوراء، ويستمر العمل بالتوقيت الشتوي عادةً حتى الجمعة الأخيرة من شهر آذار، ليبدأ عندها العمل بالتوقيت الصيفي، ومن المعروف أن السنة في سوريا تقسم إلى أربعة فصول رئيسية أطولها فصل الشتاء.
فكرة تأخير الساعة بدأت مع بداية القرن العشرين في المملكة البريطانية المتحدة، حيث انطلقت حملة التوقيت الصيفي البريطاني وكان الهدف منها توفير الكهرباء خلال النهارات الصيفية، وإخراج الناس من فراشهم في وقت مبكر من النهار، لتبدأ بريطانيا وفقاً لـ “غرينيتش” بتغيير التوقيتين الصيفي والشتوي بين آذار وتشرين الأول، وتلحقها معظم الدول الأوروبية والعربية.
اقرأ أيضاً: في “سوريا” أسعار مستلزمات الشتاء أشد قسوة من برودته