الدولار الوهمي بـ640 و”البوسة” الحقيقية بـ500 ليرة (بوسوا بعض)
مو غريبة وهم دولار السوق السوداء يتغلب على حقيقة دولار الحكومة؟!
سناك سوري-دمشق
تجاوز سعر صرف الدولار “الوهمي” الـ640 ليرة سورية، ولكن لا تقلقوا إنه وهمي فحسب، وهمي كما كل شيء في حياتنا.
على سبيل المثال، راتبنا وهمي لكننا في النهاية نعيش به حتى لو من غير اكتفاء، الأسعار في السوق هي الأخرى وهمية لأن سعرها يُقاس بسعر دولار السوق السوداء الوهمي ذاك، لذلك لا تقلقوا ادفعوا أموالكم الحقيقية واشتروا الوهم.
الوهم في حياتنا يا سادة ليس حكراً على دولار السوق السوداء، إنما هو توصيف حقيقي لكل أحلامنا، نحن لا نحلم لتتحقق الأحلام ذات لحظة، نحن نحلم لنرضي خيالنا الذي يتجاوز في حجمه مقدار مساحتنا في هذا الواقع.
وعلى سيرة الأحلام، سعر الذهب ارتفع إلى 27 ألف ليرة للغرام الواحد متأثراً بارتفاع الدولار، في حين بلغت ضريبة التقبيل في الحديقة لمن يُضبط 500 ليرة بحسب ما ذكرت صحيفة الوطن أمس، وعلى هذه الحال فإن القبلة أرخص من الزواج، بعبارة أخرى تشجيع على الانحراف، وهو أمر غير وهمي يستلزم تدخل وزارة الأوقاف فوراً!.
ضبوط التموين مثلاً، هي الأخرى كما سعر دولار الـ640 ليرة وهمية، وإلا كيف لم تردع كل أولئك التجار والباعة عن مخالفاتهم.
صمت المسؤولين عن اقتصاد البلاد بما يخص موضوع ارتفاع الدولار، وهمي أيضاً، إنهم يشربون كؤوس الويسكي الفاخرة كل مساء ليهربوا قليلاً من معاناتهم على هذا الشعب الذي يعرفون أن رواتب الموظفين فيه لا تكفيهم أبداً، هم يسكرون من الويسكي والشعب يسكر من الواقع، تجسيد حقيقي للوهم.
الوالد الذي يذهب آخر الشهر إلى شركات الحوالة ليقبض ما أرسله له ابنه في بلاد المغترب، ويقبض حوالاته بسعر دولار الحكومة 437 ليرة، ثم يذهب للسوق ليشتري حاجاته بسعر دولار السوداء الوهمي 640 ليرة، هو الآخر واهم بأنه يُسرق!.
الإعلامي الرسمي لا يأتي على ذكر ارتفاع صرف الدولار سوى بشكل خجول وفي بعض الحالات النادرة، لا تفهموه غلط فالجميع منشغل بالحديث عن الاستثمارات التي حملها معرض “دمشق” الدولي للبلاد، والتي ستساهم بتنمية اقتصادية كبيرة، نحن نتحدث عن الوهم هنا لا تنسوا ذلك أبداً!.
في الصباح ذهب صديقنا “واهم بحياتي” ليشتري كفاف يومه، وحين رأى الغلاء سأل التاجر عن السبب، ليرد عليه الأخير بأن الدولار هو السبب، فيقول صديقنا “واهم بحياته”: «لك إنت ما بتسمع من الحكومة، ما بتطيع الحكومة إنت، مو خايف يعتقلوك لأنك عمتعصي الأوامر، ما بتعرف إنو دولار السوق السودا وهمي».
وبعد محاضرة يرد التاجر ببلادة معتادة: «بطلت بيعك تبقى خلي الحكومة والحقيقة تنفعك، هات هالكياس المليانة وهم لقلك هات وروح انقلع».
اقرأ أيضاً: المركزي: الارتفاع وهمي.. واختراق جزئي لمواقع حكومية.. أبرز أخبار الصباح