كان الحديث عن الدورة الشهرية خجولاً في الدراما السورية، واقتصر العرض في عدد منها على التلميح. وقلة منها ناقشت الموضوع بشكل طبيعي.
سناك سوري _ دمشق
بينما تعتبر الدورة الشهرية أمراً طبيعياً تعيشه النساء حتى سن معين، لايزال الحديث عنها محاطاً بالكثير من الخجل والحذر. في عدد لا بأس به من المجتمعات، ويعود السبب لثقافة تعميمية خاطئة.
وفي حين يرى البعض أن مهمة الدراما هي الغوص بالواقع، والإضاءة على بعض تفاصيله، إلا أنه ورغم شمولية المواضيع المطروحة. لايزال منقوصاً في ظل وقوع الانتقاد عند الحديث عن الظواهر الفيزيولوجية الخاصة بالمرأة.
فقد تلا مشهد الدورة الشهرية في مسلسل “قلم حمرة” عام 2014، الكثير من الانتقادات بعد أن تناولت “ورد _ سلافة معمار”. موضوع الدورة خلال اعتقالها، حين استيقظت في أحد أيام اعتقالها لتجد الدماء على ملابسها. ووقوعها بالحيرة كيف ستعالج الأمر.
ما استدعى “سلافة” بطلة المسلسل الذي ألّفته الكاتبة “يم مشهدي” وأخرجه الراحل “حاتم علي”. للرد على الجدل الحاصل بعده، خلال لقاء لها ببرنامج “في أمل” على قناة “لنا”.
واعتبرت أن الفن لا حدود له، وأن الجرأة تكمن في الأفكار وطريقة طرحها، وأن الانتقاد صادر عن جهة واحدة وبطريقة فجة. ما أثار الضحك لديها، والهدف منه هو الاصطياد بالماء العكر.
بدورهم قاموا صنّاع مسلسل “الفصول الأربعة” للكاتبتين “دلع الرحبي” و”ريم حنا”، وإخراج “حاتم علي”، بالحديث عن موضوع الدورة الشهرية خلال الحلقة الأولى من الجزء الثاني التي حملت عنوان “أوراق سرية”.
وكانت “نارة _ روعة السعدي” مثالاً للفتاة في مرحلة البلوغ، وما يرافقها من تغيرات بيولوجية وفيزيولوجية في جسمها وفي أفكارها، والانتقال من مرحلة الطفولة للشباب. لاسيما في غياب الأم ولبكة الأب بالتعاطي مع هذا الشأن بأريحية، نظراً لطبيعة المجتمعات التي ربطت الحديث في هذا الموضوع بين النساء فقط.
أعمال البيئة الشامية “زهرت”
أما في أعمال البيئة الشامية حيث لا مجال للمقارنة في طريقة التعاطي مع الدورة الشهرية. فاكتفى بعض مؤلفي تلك المسلسلات بمصطلح “زهرت”. دلالة إلى الورود ووصولها لشكلها الأخير. وبمثابة إشارة إلى أن موعد الزواج قد حان دون أي شيء آخر يمكن أن تحلم به الأنثى.
فقد طالب الراحل “محمد قنوع” زوجته “أمية ملص” في مسلسل “باب الحارة” بالانتباه جيداً لابنتهما بعد أن “زهرت”. دون أن يخفي قلقه بعد هذا الخبر، والخجل الذي أصابها بذات الوقت وامتناعها عن رؤية والدها.
يذكر أنه ورغم جرأة القضايا التي يتم طرحها عن النساء في بعض المسلسلات السورية، فيما يتعلق بمظهرهن الحارجي. أو تمتعهن بسمات خارجة عن المألوف، يبقى هناك بعض المحظورات الواجب التعرف عليها كالدورة الشهرية لضرورة الإلمام بكل تفاصيلها والتوعية بشأنها.