ماذا عن مستقبل المقاتلين الذين سرقت الحرب 8 سنوات من حياتهم؟
سناك سوري-خاص
يفكر “عبد الرحمن” جدياً بتقديم أوراقه مرة أخرى للانضمام إلى القوات الحكومية بعد أيام قليلة على تسريحه لكونه أحد عناصر الدورة الشهيرة 102 التي صدر قرار تسريح عناصرها قبل عدة أيام ليصبح نافذاً ابتداءاً من أول شهر حزيران الجاري.
ينحدر “عبد الرحمن” أو “عبودي” كما يناديه زملائه من مدينة “دير الزور” لم يرّ أهله منذ عدة سنوات، فهم نزحوا إلى مدينة “الباب” حيث تسيطر قوات “درع الفرات” المدعومة تركياً، وانطلاقاً من هذا الواقع هو لا يستطيع العودة إلى منزل أهله كما يقول، يضيف لـ”سناك سوري”: «بصراحة لا أملك أي عمل ولا أي مكان أبيت فيه، وجدت نفسي بعد 8 سنوات من الخدمة العسكرية وحيداً بلا مآوى أو منزل أو عائلة، ولا راتب أو عمل أعتاش منه».
“عبد الرحمن” واحد من مئات آلاف السوريين الذين ارتأت الحرب أن تفرقهم عن حياتهم وأسرهم ومستقبلهم، وأحد العشرات من عناصر الدورة 102، الذين لا يملكون من مستقبلهم شيئاً، وهو لا يختلف كثيراً عن زميله “أحمد” الذي اضطر إلى دفع 10 آلاف ليرة كغرامة للحصول على براءة ذمة للتسريح، يقول “أحمد” لـ”سناك سوري”: «قضيت ثماني سنوات من عمري في الحرب، معرض للموت في كل ثانية أصبت 3 مرات، تنقلت في كافة المعارك، خسرت خطيبتي التي تركتني وتزوجت، وحين أتى التسريح وبدلاً من أن أكرم أو أحصل على فرصة عمل مدنية، قاموا بتغريمي بمبلغ 10000 ليرة سورية، وبعض أصدقائي دفعوا حوالي الـ20 ألف كغرامة».
“عدنان” أحد المحظوظين الذين حصلوا على قرار تسريحهم، إلا أنه اختار أن يترك الحظ جانباً ويفكر بعقلانية، ويقدم أوراق تطويعه للقوات الحكومية كما يقول، يضيف لـ”سناك سوري”: «لا أملك أي عمل آخر، عمري اليوم 38 عاماً فأي عمل يمكنني تأسيسه بهذا العمر، الوضع لا يتحمل لذلك أعتقد أني سأتابع حياتي برفقة السلاح، رغم أنه لم يكن خياري في بداية طموحي وأحلامي، لكنها الحرب ولا مفر من خياراتها وماتفرضه علينا».
هؤلاء الشبان عينات بسيطة من الدورة 102 المسرحة مؤخراً، وربما هناك الكثير من القصص الأخرى لشبان دمرت الحرب مستقبلهم وفرقتهم عن عوائلهم، ولم تهتم الحكومة بهم بما يكفي ليستعيدوا بعضاً من أمل بدور جديد يمكنهم القيام بهم بعيداً عن الحرب وساحات القتال.
اقرأ أيضاً: رسمياً.. تسريح الدورة 102