الحضور النسائي بين مشهدين .. غياب عن لقاء الشرع وحضور جيد في لجنة التحضير للحوار
سيدتان تشاركان في الحدث السوري الأهم .. هل تتغير الصورة النمطية لأدوار النساء السياسية؟

اختلف واقع الحضور النسائي خلال ساعات بين مشهدين، غابت النساء في الأول بشكل شبه كامل فيما بدت نسبة حضورهنّ مقبولة في الثاني.
سناك سوري _ دمشق
حيث انتشرت مساء الثلاثاء صورة تجمع رئيس الدولة المؤقت “أحمد الشرع” مع أعضاء “الائتلاف” و”هيئة التفاوض” في القصر الجمهوري، تطبيقاً لقرار حل الكيانات الثورية ودمجها في مؤسسات الدولة كما جاء في مؤتمر “انتصار الثورة السورية”.
اللافت في الصورة التذكارية غياب النساء عن الحضور الذين تجاوز عددهم ثلاثين شخصاً، فيما احتاج الأمر للكثير من التدقيق وتكبير الصورة إلى حد بعيد لملاحظة وجود امرأة بالكاد تظهر ملامح وجهها في أقصى يمين الصف الثاني من الحاضرين، ومن المرجّح أنها نائب رئيس الائتلاف “ديما موسى”.
ويضم الائتلاف امرأة في الهيئة الرئاسية هي “ديما موسى” وسيدتان في الهيئة السياسية هما “بسمة محمد” و”نزيهة سلو”، بينما تضم الهيئة العامة كلاً من “أسمهان شيخ موس داود” و”بروين رمي” و”خزامى العفيف” و”سلوى أكسوي” ما مجموعه 7 نساء من أصل 63 عضواً بنسبة 11.1%.
في حين، تضم هيئة التفاوض 4 نساء من أصل 35 عضواً وهنّ “ديما موسى” أيضاً، و”أليس مفرج” و”فدوى عجيلي” و”هنادي أبو عرب” بنسبة 11.4%، ما يعني وجود 10 سيدات في الكيانين – نظراً لوجود ديما موسى في الائتلاف وفي هيئة التفاوض- تم اختزال حضورهن بسيدة واحدة فقط.
أما اليوم فكان الموعد مع تسريبات لتشكيلة اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، والتي ضمّت 7 أسماء بينهنّ سيدتان هنّ “هدى الأتاسي” و”هند قبوات” ليشكّلن بذلك نسبة 28.7% الأمر الذي يعدّ خطوة مقبولة لناحية توفير حضور نسائي جيد نوعاً ما في اللجنة التي تكتسب أهمية كبيرة لكونها ستمهّد للحدث الأبرز في البلاد بعد سقوط النظام.
وسيلقى على عاتق اللجنة تحضير جدول أعمال المؤتمر وسبل إدارته ووضع معايير اختيار المشاركين فيه ووضع آليات اتخاذ القرار خلال الحوار، علماً أن اللجان التحضيرية تلعب دوراً جوهرياً في مؤتمرات من هذا النوع ويتوقّف نجاح مخرجات المؤتمر على قدر نجاح التحضير له إلى حد بعيد.
وإذا تخطّينا المشهد الأول الذي هيمن عليه الحضور الذكوري، فإن التمثيل النسائي في اللجنة التحضيرية قد يكون بوابة لتغيير الصورة النمطية للأدوار النسائية في العمل السياسي والتي غالباً ما كانت شكلية سواءً في مؤسسات النظام البائد أو معارضته، بينما تبدو الفرصة حالياً مواتية لإفساح المجال للنساء للعب أدوار حقيقية في الشأن العام وتعبّر عن تطلّعات المرأة السورية، على أن يكون هذا الدور قادماً عن استحقاق وليس لمجرد إثبات وجود نسائي دون فاعلية.
يذكر أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة أوصى خلال مؤتمر “بكين” عام 1995 بأن تكون نسبة النساء في مراكز صنع القرار 30%.