الرئيسيةشباب ومجتمعمعلومات ومنوعات

الحراق بإصبعه.. شريكة التجمعات النسائية والعائلية في البيوت الدمشقية

يقال إن سبب تسميتها حرق إصبع... هل تعرفون رواية أخرى؟

شعرت “ربا” 26 عاماً بالحرج بعد أن طلبت صديقاتها منها عزيمتهنّ على إعداد أكلة “حراق بإصبعه”. لتبدأ الشابة العشرينية بالبحث عن طريقة لشراء مكونات هذا الطبق. والذي وعلى بساطته بات مرهقاً ماديا.

سناك سوري-سدرة نجم

ثمان سيدات هنّ ضيفات “ربا” التي تعيش في دمشق، أي أن الكمية ستكون كبيرة. تضيف لـ”سناك سوري”: «طلبوها طلب ومالي عين قلهن لا، الكلفة التقديرية لإعدادها 49500 ليرة سورية تقريبا».

تحتاج الطبخة إلى كيلو من العدس بسعر 10500 ليرة، وربع كيلو من الزيت بسعر 10500 ليرة. وكيلو بصل بـ6000 ليرة. ونصف كيلو ثوم بـ6000، ونصف كيلو دبس رمان بـ6750 ليرة. إضافة إلى خمس باقات كزبرة بـ5 آلاف ليرة، ونصف كيلو معكرونة بـ4750 ليرة.

كلفة طبخة الحراق بإصبعه اليوم تصل لـ49500 ليرة

ولا تنسى “ربا”، أن الطبخة تحتاج لساعتين من الغاز حتى تنضج. ما بين سلق العدس والمعكرونة، وقلي الخبز والبصل. وهو ما يزيد من تكاليفها خصوصاً أن جرة الغاز التي تمتلكها اشترتها من السوق السوداء بمبلغ 200 ألف ليرة.

ربا تنفست الصعداء

بينما كانت “ربا” تضرب أخماسها بأسداسها لمعرفة كيف ستؤمن تكاليف الطبخة. تلّقت اتصالا من إحدى صديقاتها تخبرها أنهنّ يرغبنّ بتعلم طريقة الطبخة منها. وشددت عليها ألا تحضر شيئاً من أغراضها لأنهنّ سيحضرنها معهنّ. تقول “ربا” ضاحكة: «فرحت و خجلت سوا».

تقاسمت الصديقات مهمة الطهي فبينما سلقت ربا العدس، قامت صديقتها بفرط حبات الرمان والأخرى قامت بتقشير البصل وتقطيعه وقليه. لتقوم الثانية بتنقية الكزبرة وفرمها وتقشير الثوم ودقّه، أما الأخيرة فقامت بتقطيع خبز التزيين وقليه بالزيت.
وقبل انتهاء سلق العدس بقليل وضعت ربا المعكرونة المقطعة فوقه ودبس الرمان، وقسم من الكزبرة، الثوم، حمض الليمون، إضافة للزيت البلدي وتركتها إلى أن تستوي مكوناتها.

تقول ربا:«عندما انتهينا من طهي الأكلة استلمت إحدى الصديقات مهمة سكبها وتزيينها بالكزيرة والثوم والخبز المقلي. وحبات الرمان».

«خلقن حالة من السعادة عمّت مطبخي». تقول “ربا” وتُضيف: «عادت لذاكرتي قصص والدتي وجدتي اللواتي كانتا تخبراني عن أجواء تلك الأكلة المليئة بالحميمية والألفة بين نسوة الحارات الدمشقية».

الحراق بإصبعه – فيسبوك

ذكريات الحراق بإصبعه

بدورها تعود السيدة “وفاء” 65 عاماً بذاكرتها كواحدة من سيدات حي “المهاجرين” الدمشقي، إلى ذكرياتها نهاية ستينيات القرن الفائت، واجتماعات والدتها وصديقاتها حول الوليمة الأساسية وهي “حراق بإصبعه”.

حيث اعتادت والدتها مع صديقاتها على الاجتماع مرتين شهرياً يوم الخميس. لإعداد هذه الأكلة وكل مرة في منزل واحدة منهنّ.

تضيف “وفاء”: «كانت بحرة بيتنا العربي مكان تجمعهم المفضل، صح كنت بنت 10 سنين بس لهلق براسي أحاديثهن. بكل شي وكأنهن قدامي الله يرحمهن».

سبب التسمية

«قصة واضحة مافي، في كتير حكايا عنها» تجيب السيدة الستينية على سؤال سناك سوري حول سبب تسمية هذه الطبخة بهذا الاسم.

وتضيف أنه وحسب رواية والدتها الراحلة أن إحدى السيدات احتارت في أمرها ولم تكن تعرف ماذا ستطبخ. لتقوم بإحضار المكونات الموجودة لديها وهي ذات مكونات الحراق بإصبعه وتخلطها جميعاً. ليتصادف دخول ابنها إلى المطبخ مع حرق إصبع زوجها كونه ذاق الطعام من على النار مباشرة.

ولشدة انشغالها بما حدث مع زوجها. ظنت أن ابنها راغب بمعرفة ماذا حصل مع والده فأجابته أنه “حرق إصبعه”. بينما كان الولد يسألها “شو طابخة”. فاعتقد ابنها أن اسم الطبخة “حرق اصبعه” و تم تداول التسمية بعدها.

وأنتم/نّ ماهي الروايات التي وصلتكم/نّ حول سبب تسميتها بذلك؟

زر الذهاب إلى الأعلى