أخمدت فرق الإطفاء بالتعاون مع الطيران المروحي للجيش السوري آخر الحرائق المشتعلة في اللاذقية. بمنطقة المزيرعة، وهو واحد من بين 40 حريقاً شهدتها المحافظة منذ يوم الخميس الفائت، تسببت بأضرار مادية كبيرة وأدت لحركة نزوح للأهالي في القرى التي وصلتها النيران.
سناك سوري-اللاذقية
وكان الحريق الأول في بلدة المشرة التابعة لمنطقة كسب بريف اللاذقية الشمالي يوم الخميس. امتد ليشمل عدة مواقع حراجية وقرى أخرى مثل تشالما والسمرا والبدروسية. وكانت طبيعة المنطقة إضافة إلى الرياح الشديدة سبباً في إعاقة جهود رجال الإطفاء. الذين طلبوا المؤازرة من المحافظات الأخرى مثل طرطوس وحماة.
سرعان ما نجحت جهود رجال الإطفاء والدفع المدني في السيطرة على الحريق أمس الجمعة. بينما تم إخلاء عدد من المنازل في البدروسية قبل أن تتم السيطرة على الحريق.
بالتوازي مع ذلك برز حريق جديد في جبل العرين بمنطقة القرداحة في الريف الجنوبي. امتد ليشمل قرى ومناطق مثل مرج معيربان والحمي والبيطار. وقال مدير صحة اللاذقية، “هوازن مخلوف” وفق ما نقلت صفحة محافظة اللاذقية. إن الحريق أدى إلى إصابة 12 شخصاً تم تحويل 3 منهم إلى المشفى الحكومي. إضافة إلى وفاة شخص في قرية البيطار نتيجة انفجار جسم مجهول بسبب الحرائق.
بينما قال رئيس بلدية “السفرقية” أمس الجمعة، إن الأهالي الذين نزحوا خوفاً من الحريق عادوا إلى منازلهم. بالتزامن مع عمليات التبريد والمراقبة.
وفي ريف “الحفة” اندلع حريق جديد بين قريتي “بكاس” و”شير القاق”. عمل رجال الإطفاء جاهدين على إخماده بالتعاون مع الجيران المروحي الحربي وقطع خطوط النار أمام الحريق بالآليات الثقيلة. وقال مدير صحة اللاذقية إن مشفى الحفة استقبل حالتَي اختناق نتيجة الحرائق أمس الجمعة.
حريق المزيرعة: إخلاء للمنازل وإصابة رجل إطفاء
بالتوازي مع كل ما سبق، شهدت منطقة المزيرعة حريقاً جديداً. امتد ليطال قرى بيت جبرو والستانية وياسنس وكيمين ورويسة هليل ومزرعة القاموع أمس الجمعة. قبل أن تعلن محافظة اللاذقية قبل قليل من صباح اليوم السبت إخماده والسيطرة عليه مع بقاء الآليات في مواقعها للمراقبة.
الحريق أدى إلى إخلاء بعض المنازل وإجلاء ساكنيها، بينما أصيب رجل الإطفاء “علي اسبر” الذي حاصرته النيران في بيت جبرو. وأدت لإصابته بحروق في الوجه، بينما خسرت فرق الإطفاء سيارة من نوع سكانيا 26 التهمتها النيران.
وشهد ريف جبلة نحو 24 حريقاً يوم أمس الجمعة. كما في عين شقاق ورويسة الحجل وسيانو والشراشير وغيرها، وكلها تمت السيطرة عليها وإخمادها.
شكوك بافتعال الحرائق
وخلال لقائه مع إذاعة شام إف إم المحلية، قال محافظ اللاذقية “خالد وليد أباظة”، إن الحرائق اقتربت من المنازل في خمس قرى بناحية المزيرعة. مضيفاً أن تعدد بؤر الحرائق التي تراوح عددها بين 30 إلى 40 حريقاً يعطي مؤشراً كبيراً أنها مفتعلة. مشيراً أنه تمت إذاعة البحث عن سيارتين يعتقد أنهما للفاعلين.
“أباظة” قال إن بعض الحرائق اندلعت في مناطق وعرة جداً تعذر على الآليات دخولها. مشيراً أن أكثر من 30 بؤرة نارية اندلعت فجأة دون سابق إنذار وسط مؤشرات بوجود فاعلين يقومون بذلك بشكل متزامن.
وأعاد مشهد الحرائق في اللاذقية الذي وصف بالأعنف في سوريا هذا العام. أهالي المحافظة إلى عام 2020 حين التهمت النيران الكثير من المناطق والأشجار الحراجية والزيتون والحمضيات.
وكانت محافظة حمص قد شهدت مطلع الأسبوع السابق سلسلة حرائق، أدت لتضرر مئات الدونمات المزروعة بالزيتون والأشجار المثمرة.