الجيش يعود إلى “وادي الضيف” بعد حصارَين و6 سنوات
“النصرة” حاصرت المعسكر 10 أشهر حتى سيطرت عليه عام 2014
سناك سوري _ إدلب
سيطر الجيش السوري فجر اليوم الأحد على معسكر “وادي الضيف” بريف “إدلب” الجنوبي وفق ما نقلت مصادر إعلامية عن قائد ميداني، وذكر المصدر أن الجيش السوري خاض معارك عنيفة مع مسلحي “جبهة النصرة” والفصائل التكفيرية المتحالفة معها في “الوادي”، أسفرت في النهاية عن انسحاب المسلحين من المنطقة وتمكّن الجيش السوري من استعادة المعسكر الذي خسره قبل نحو 6 سنوات.
وبالعودة إلى بدايات الهجوم على “وادي الضيف” فإن المعسكر تعرّض لحصارين منذ العام 2012 وحتى نهاية عام 2014 حين سيطرت عليه “جبهة النصرة” والفصائل المتطرفة المتحالفة معها، حيث تعرّض المعسكر لأولى الهجمات في تشرين الأول 2012 بعد سيطرة المسلحين على مدينة “معرة النعمان” ضمن ما سمّوها معركة “الزلزلة”.
6 أشهر تقريباً تعرّض خلالها معسكر “وادي الضيف” لحصار المسلحين إلى أن استطاعت وحدات من الجيش شنّ هجوم مباغت على قرية “بابولين” الواقعة على طريق إمداد المعسكر من الجهة الجنوبية، لتكسر بذلك أول حصار على “وادي الضيف” وتفتح طرق الإمداد نحوه مجدداً.
وبحلول مطلع العام 2014 قادت “جبهة النصرة” تشكيل تجمّع لعدة فصائل أبرزها “حركة أحرار الشام” و”نور الدين زنكي” بهدف معاودة الهجوم على “وادي الضيف”، وزجّت “النصرة” بمئات من عناصرها في المعركة التي بدأت بسيطرة المسلحين على محيط “خان شيخون” ثم قرى “أبو لين” و “الصالحية” ليكتمل حصار المعسكر وقطع إمداداته من كافة الاتجاهات.
اقرأ أيضاً:“خان شيخون” من زراعة الفستق إلى الهجوم الكيماوي إلى تقدم الجيش السوري أمس
استخدم مسلحو “النصرة” وحلفائها خلال تلك المواجهات أسلوب حفر الأنفاق وتفخيخها لاستهداف الحواجز بالمعسكر، لكنهم رغم ذلك لم يتمكنوا من السيطرة على “وادي الضيف” على مدار عشرة أشهر، تكبّدوا خلالها خسائر واسعة في صفوفهم دون أن يحرزوا تقدماً برياً نحو المعسكر المحاصر.
معارك عنيفة خاضها عناصر الجيش السوري المحاصرين في “وادي الضيف” طوال تلك الأشهر، لكن “النصرة” وحلفاءها أرسلوا نحو 5000 عنصر لمهاجمة المعسكر بحسب ما ذكرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، واستمروا في هجماتهم رغم سقوط عدد من الجهاديين الأجانب مثل “أبو بكر المغربي” و “عيسى الشيشاني”، فيما اضطر عناصر الجيش إلى الانسحاب بسبب عنف الهجوم، وتسببت عملية الانسحاب بخسائر بشرية كبيرة.
وأعلنت “جبهة النصرة” أنها سيطرت على معسكر “وادي الضيف” ومعسكر “الحامدية” القريب منه في 15 كانون الأول 2014، فيما كانت وحدات الجيش قد انسحبت باتجاه الجنوب متمركزة في “معرحطاط” جنوبي “معرة النعمان”.
سنوات طويلة مرّت منذ لحظة سقوط “وادي الضيف” بيد “النصرة” تغيّرت خلالها خارطة السيطرة في الميدان السوري بشكل كبير، فيما لم تنجح كافة المحاولات مثل اتفاق “سوتشي” بإلزام “النصرة” بتنفيذ الحلول السياسية وتجنيب المنطقة عملاً عسكرياً جديداً.
يذكر أن الجيش السوري أطلق عملياته العسكرية قبل أشهر من ريف “حماة” الشمالي وصولاً إلى ريف “إدلب” الجنوبي وحقق تقدماً واسعاً خلال الأسابيع الماضية أصبح خلاله على مشارف “معرة النعمان” و طريق “حلب-دمشق” الدولي.
اقرأ أيضاً:تركيا تبتلع إدلب… نقطة عسكرية تركية إلى “وادي الضيف” تحت غطاء جوي روسي