الجناح السوري في القرية العالمية بدبي يختصر ملامح البلاد في ركن صغير
اللي بيجيب هدية لحماتو بيكسب حياتو.. حتى العبارات السورية موجودة في دبي
وأنتم تتجولون في القرية العالمية بدولة الإمارات العربية المتحدة. يطالعكم مجسّمٌ لقطار الحجاز الشهير الذي كان يصل بلاد الشام بالمدينة المنورة عند مدخل الجناح السوري. وعلى البوابة يرتفع صوت بائع “العرق سوس” في مشهد يعيدكم إلى سوق الحميدية وباعة العرق سوس في الشام القديمة.
سناك سوري- ميس الريم شحرور
تبتدئ الرحلة التي تستمرّ لنحو ساعات ثلاث في رحاب القرية العالمية بين مختلف بلدان العالم. قبل أن نصل الجناح السوري حيث يعلو صوت “قرّب عالطيب يا حبّاب” على البوابة.التي ما إن تدخل منها حتى تشعر أنّك في واحدة من الصور المخزنة في ذاكرتك عن الشام.
بالعباءات الدمشقية والياسمين تحلو البلاد
«اللي بيجيب هدية لحماتو بيكسب حياتو»، بهذه العبارة يسوّق بائع العباءات المطرزة بمختلف النقشات بضاعته المشغولة بأيادٍ سورية. يتحدّث الشاب “محمود” عن أجواء القرية في الجناح السوري لـ”سناك سوري”: «برغم سنوات الحرب الطويلة بعدهن البضاعة السورية والقطن السوري مرغوبين. خاصة الأقمشة الشيفون اللي بتنعمل منها العبايات».
أما عن الإقبال الشعبي على الجناح السوري يوضح الشاب لسناك سوري: «إن الإقبال يزداد سنة بعد سنة، وسمعة البضاعة السورية بدأت تستعيد عافيتها بعد أن حجزت سوريا مقعدها في القرية خلال السنوات الأخيرة».
كما تحضر عبارات التسويق باللهجة الشامية وربما تُترجم إلى الإنجليزية أحياناً بهدف جذب الزوار والزبائن من جنسيات مختلفة.
يتفنّن “عبد الله” باختيار المفردات اللبقة والتي توضح للزبائن من غير العرب. تاريخَ البلاد مع صناعة اللوحات والتطريز اليدوي لآيات من القرآن الكريم. وبأسلوب محبّب يشرح الشاب الذي يعمل في القرية منذ ثلاث سنوات. كيف يطلب زوار الجناح السوري اللوحات المصنوعة يدويّاً والتي تصوّر الأماكن الأثرية في سوريا بما فيها “الجامع الأموي” و”قلعة دمشق”.
بدوره يتصدّر الياسمين الشامي برائحته الأخاذة قائمة العطور الأكثر طلباً حسبما يؤكّد “عمر” الذي يعمل في محلّ لبيع العطور المصنعة محلياً. يقول الشاب القادم من محافظة السويداء لموقع “سناك سوري”: «معظم الزائرين للجناح السوري لديهم تصوّر مسبق عن البلاد ومنتوجاتها. مثلاً الهنود معروفون باهتمامهم بالعطور والذهب والتوابل. وتلفتهم جدّاً رائحة العطور بالياسمين الدمشقي».
أقرب طريق لقلب الناس المذاق الطيب
لقد أدرك القائمون على الجناح السوري خصوصية المأكولات الشعبية ومقدرتها على المساعدة في الانتشار والوصول لأكبر عدد من القلوب. ومن هنا كان لافتاً حضور المكدوس والزعتر والزيتون والزيت البلدي على طاولة الأطعمة. إضافة إلى التين المجفّف من جبال الزبداني والفول النابت والبليلة. في قسم المأكولات السورية التي يخرج الزائر منها محمّلاً بما لذّ وطاب.
كما لا تغيب الحلويات بالسمن العربي من البقلاوة والهريسة النبكية وحلاوة الجبن والمعمول بالجوز والتمر والجبن. فبينما تمشي في أرجاء المكان عشرات الأيدي تمتدّ لتقديم الضيافة وتشجيعك على التذوق والشراء.
الرسم بتقنية السكين
في زاوية جانبية يجلس “عصام خبّاز” بين اللوحات المرسومة بتقنية السكّين. يضع اللمسات الأخيرة على اللوحات التي تصّور المساجد والكنائس والبيوت والحارات الدمشقية. لكأنّه يحاول أن ينقل دمشق وحلب والشوارع السورية والمعالم الأثرية إلى الإمارات العربية المتحدة ومنها إلى العالم.
يقول “عصام” لـ”سناك سوري”: «نحن في “شمس غاليري” مجموعة من الفنانين الذين ينقلون التراث السوري من خلال لوحاتهنا الزيتية المرسومة على القماش بتقنية السكين أو “knife palette” وهذه المشاركة في المعرض تأتي تتويجاً لسنوات من العمل في دمشق».
ليس من باب المبالغة القول بأن السوريين يحملون معهم بلادهم أينما ارتحلوا. لعلّها محاولة للتخفيف من غربتهم واستعادة ذكرياتهم مع الوطن الذي صار يحمل في حقائب السفر. والقرية السورية أكثر من مكان لبيع أو شراء المنتجات. بل نسخة مصغرة عن سوريا بكلّ ما تحمله من دلالات.