الجسر المعلق في دير الزور صديق الذاكرة الذي خبأ أسرار الديريين
أهالي دير الزور يصنعون ذكريات جديدة على ضفاف نهر الفرات
استعان أهالي مدينة “دير الزور” بأسوار الجسر المعلق، للقفز بجرأة نحو نهر الفرات للسباحة بالأجواء الحارة. فيما يدعى قفزة السَّبّول، التي تكون فيها اليدان للأمام.
سناك سوري _ عائشة الجاسم
وكان الجسر المعلق شاهداً على العديد من المنافسات بين شباب المدينة حول الأفضل والأكثر شجاعة بالقفز. ليضاف هذا النشاط للعديد من الأنشطة والفعاليات التي شهدها واحد من أبرز معالم مدينة “دير الزور”.
في أواخر عشرينيات القرن الفائت أي عام ١٩٢٧، تم بناء الجسر المعلق على نهر الفرات في دير الزور. خلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا، وكان أول جسر في دير الزور يأخذ طابع التصميم الغربي.
واستغرق وقتاً طويلاً للإنجاز التام و أرواحاً كثيرة، إلى أن أصبح إرثاً مُميّزاً سُجّل في تاريخ المحافظة حيث كان معبرا يربط بين الريف والمدينة.
كما يعتبر واحد من المناطق السياحية، بجانب مدينة ماري التاريخية و قلعة الرحبة في مدينة الميادين. إذ أنه استقطَب شتّى الجنسيات من عرب وأجانب، يزورونه ليستمتعوا بالطبيعة الفراتية الساحرة. كما امتاز بالفعاليات المميزة التي كانت تقام عليه، من رحلات مليئة بالذكريات الجميلة إلى الرميات الاحترافية للسباحة.
الجسر المعلق.. من ضحايا الحرب السورية
على مدار أعوام الحرب التي أصابت البلاد، لم يكن الإنسان هو المتضرر الوحيد، فقد وصل الأذى للحجر أيضاً. وتعرضت العديد من الأماكن السياحية والأثرية والكثير من البنى التحتية للانهيار نتيجة الصراع الدائر.
فكان لبعض أجزاء الجسر المعلق حصة في الدمار، ورغم ماحصل لم تتغير مكانته في قلوب أهالي المدينة. فهو بيت الذكريات الجميلة لديهم، والمكان الذي التقطوا به صورهم القديمة وحكاياهم وأسرارهم.
ومن جديد يعاود أبناء دير الزور اليوم صناعة حاضر جديد لهم مع الجسر المعلق، عبر جلساتهم على ضفافه. التي يتخللها “الشاي” مشروبهم المفضل وبعض الأكلات الديرية.