وزراء الخارجية العرب الذين اعتادوا الخلاف أجمعوا على قرار تعليق عضوية دولة مؤسسة للجامعة هي “سوريا”!
سناك سوري _ محمد العمر
ثلاث رجال جلسوا على طاولة في “القاهرة” عام 1944 بحثوا للمرة الأولى فكرة إقامة “جامعة عربية”، كان صاحب الدعوة رئيس الحكومة المصري “مصطفى النحاس” والضيفان “بشارة الخوري” رئيس الكتلة الوطنية اللبنانية و”جميل مردم بك” رئيس الحكومة السورية آنذاك.
بعد أشهر سافر رئيس الحكومة السورية “سعدالله الجابري” إلى “مصر” لتوقيع “بروتوكول الإسكندرية” في7 تشرين الأول 1944 كأول وثيقة تأسيسية لما سيعرف لاحقاً باسم “جامعة الدول العربية”.
تم إطلاق جامعة الدول العربية أواخر آذار 1945 بسبع دول كانت مستقلة سياسياً حينها، و”سوريا” أحد الأعمدة المؤسسة للمنظمة العربية التي تهدف إلى تحقيق التعاون بين دولها الأعضاء والحفاظ على سيادة هذه الدول واستقلالها وفق ميثاقها الذي وقع عليه رئيس الحكومة السورية حينها “فارس الخوري”.
اقرأ أيضاً: مناوشات داخل الجامعة العربية دول تريد عودة “سوريا” ودول تريد التأجيل!
بقيت “سوريا” على مدى عهود الجامعة ركيزة أساسية من ركائز دولها، وواحدة من عواصم صناعة القرار في المنظمة العربية، لم ينكر العرب أن “دمشق” عاصمة أساسية تمتلك دوراً مؤثراً في العالم العربي.
واكبت “سوريا” مختلف الأحداث في المنطقة على مدار العقود الماضية من خلال مقعدها في الجامعة العربية، و تعاونت مع الدول العربية في القرارات المشتركة في عدة أحداث تاريخية كان أولها المشاركة في جيش التحرير العربي المتجه نحو “فلسطين” عام 1948 والاشتراك في قوات الردع العربية في الحرب الأهلية اللبنانية والاشتراك مع القوات العربية ضمن التحالف الدولي لإخراج القوات العراقية من “الكويت” إضافة إلى اشتراك “سوريا” في مختلف المنظمات العربية التابعة للجامعة في مجالات التجارة والدفاع والثقافة وغيرها.
استضافت “دمشق” القمة العربية مرة واحدة عام 2008 في فترة تصاعد الهجوم الغربي ضدها والضغط على العرب للامتناع عن حضور قمتها إلا أن العاصمة السورية استطاعت إنجاح القمة واستضافت 11 زعيم عربي في أول قمة عربية تنظمها.
لم يتوقّع أحد أن المقعد السوري في الجامعة سيشهد فراغاً في يومٍ ما، ولم يكن أحد يظنّ أن وزراء الخارجية العرب الذين اعتادوا الخلاف سيجمعون على قرار تعليق عضوية دولة مؤسسة للجامعة مطلع تشرين الثاني 2011 بذريعة عدم التزام الحكومة السورية بمبادرات الجامعة!.
تشير المادة 8 من ميثاق جامعة الدول العربية إلى وجوب احترام كل دولة من دول الجامعة لنظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى وتتعهد بألّا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام، و على ذلك وقّع “فارس الخوري” باسم “سوريا”!.
اقرأ أيضاً: مصادر: “مصر” تسحب طلبها بإنهاء تجميد عضوية “سوريا” في الجامعة العربية!