التضامن مع غزة يجمع السوريين … ودمشق لن تسكت عن انتهاكات الاحتلال _ بانوراما الأسبوع
تنديد بالعدوان من حراك السويداء .. بيان من مسد ومظاهرات في إدلب
فرضت الأحداث الجارية في “قطاع غزة” نفسها هذا الأسبوع على المشهد السياسي للمنطقة وتصدّرت أخبارها وسائل الإعلام العالمية.
سناك سوري _ دمشق
وتنوعت سبل التفاعل السوري الرسمي والشعبي مع الحدث. لا سيما بعد وقوع مجزرة “مشفى المعمداني” التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي. وأسفرت عن سقوط 471 ضحية و314 إصابة بحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.
بيان الرئاسة السورية
رئاسة الجمهورية في “سوريا” أصدرت بياناً أدانت فيه المجزرة ووصفتها بأنها عمل وحشي يعبّر عن حقد كيان الاحتلال. وتعكس صورة صارخة لاستمرار نهج العصابات التي أنشأت الكيان.
وتابع البيان أن “سوريا” تحمّل الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية المجزرة. وغيرها من المجازر لكونها شريكة لكيان الاحتلال في كل عمليات القتل المنظم ضد الشعب الفلسطيني على حد تعبير البيان.
وقفات احتجاجية
وتواصلت على مدى الأيام الوقفات الاحتجاجية في مختلف المحافظات السورية للتعبير عن التضامن مع أهالي القطاع في وجه العدوان.
حيث نظّمت الكوادر الصحية في المشافي السورية ومديريات الصحة وقفات تضامنية دعماً للشعب الفلسطيني وتنديداً بجرائم الاحتلال. وقالت نقابة الأطباء في “سوريا” أن الدور الإنساني والطبي السامي للمنشآت الصحية في حماية الأرواح والأجساد أكّدته الأعراف والقوانين الدولية. والتي تهدف إلى حصانة القطاع الصحي بكل مكوناته من مرضى ومصابين وكوادر طبية وإسعافية خلال الحروب والنزاعات.
سوريا” لن تسكت عن انتهاكات الاحتلال واعتداءاته على أراضيها وعلى أهالي “الجولان” المحتل. رئاسة الجمهورية السورية
وقالت وكالة سانا الرسمية الخميس. أن هيئات سورية ومنظمات فلسطينية نظّمت وقفة تضامنية أمام مقر “الأمم المتحدة” بـ”دمشق”. دعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته وتنديداً بجرائم الاحتلال.
إيقاف الفعاليات الفنية والسياحية
أعلنت الحكومة السورية الحداد الرسمي العام لمدة 3 أيام على ضحايا مجزرة “مشفى المعمداني”.
وبناءً عليه. عمّمت وزارة السياحة على مديرياتها في المحافظات واتحاد غرف السياحة. بإيقاف جميع الحفلات الفنية العامة والبرامج الفنية في المنشآت السياحية. والنوادي الليلية وما شابه وإلغاء أي مظاهر احتفالية في المناسبات الاجتماعية وضمن القاعات المغلقة حصراً خلال مدة الحداد الرسمي.
مجزرة “مشفى المعمداني” بجريمة العصر.وعلى المجتمع الدولي بأسره تصنيفها كجريمة حرب ضد الإنسانية. ومحاكمة مرتكبيها أمام محكمة العدل الدولية. مجلس الشعب السوري
كما أعلنت وزارة الثقافة إيقاف جميع الأنشطة والفعاليات في الوزارة. وكافة الجهات التابعة لها. لمدة 3 أيام بدءاً من الأربعاء 18 تشرين الأول حداداً على ضحايا المجزرة.
بدورها. علّقت نقابة الفنانين أنشطتها الفنية. وأعلنت عن تأجيل حفل تكريم الفنانين المتقاعدين ونجوم الفن السوري. إلى وقتٍ يحدد لاحقاً ويعلن عنه في حينه تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
سوريا لن تسكت عن انتهاكات الاحتلال
واستهل القائم بالأعمال بالنيابة للوفد السوري الدائم لدى “الأمم المتحدة” “الحكم دندي” كلمته خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي. الأربعاء، للتعبير عن إدانة مجازر الاحتلال في “فلسطين”. مشيراً إلى أن قوات الاحتلال شنّت 3 اعتداءات على مطاري “دمشق” و”حلب” خلال 48 ساعة ما أدى لوقوع أضرار مادية في المطارين وخروجهما عن الخدمة.
وأشار “دندي” إلى أن هذا العدوان ما هو إلا سعي من سلطات الاحتلال لإشعال فتيل الحرب. في المنطقة بأكملها، وأضاف أن “سوريا” لن تسكت عن انتهاكات الاحتلال واعتداءاته على أراضيها وعلى أهالي “الجولان” المحتل.
مجلس الشعب .. إنها جريمة العصر
وأصدر مجلس الشعب السوري بياناً وصف مجزرة “مشفى المعمداني” بجريمة العصر. وقال أن على المجتمع الدولي بأسره تصنيفها كجريمة حرب ضد الإنسانية. ومحاكمة مرتكبيها أمام محكمة العدل الدولية.
وأعرب البيان عن شجب إدانة أعضاء المجلس للمجزرة. ومطالبة جميع الاتحادات والمنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية و”الأمم المتحدة”.
التضامن مع غزة يجمع السوريين
حالة التضامن الشعبي في الشارع السوري مع الأحداث الجارية في “غزة” عمّت المحافظات السورية بمختلف الجهات المسيطرة عليها.
وخرجت تظاهرات في عدة مناطق من ريف “حلب” الشمالي الواقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة. توزّعت على “أعزاز” و”أطمة” و”الباب” وغيرها تعبيراً عن التضامن مع غزة. كما خرج متظاهرون في “إدلب” التي تسيطر عليها “جبهة النصرة” رافعين شعارات تندد بجرائم الاحتلال.
يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته. واتخاذ إجراءات نافذة لوقف التصعيد. والكفّ عن نزف الدماء وعدم استهداف المدنيين. بيان مجلس سوريا الديمقراطية
في الأثناء. ومع استمرار حراك “السويداء” منذ أكثر من شهرين عبر تظاهرات يومية تخرج وسط المدينة وفي عدة مناطق من المحافظة. فلم يطرأ أي جديد على الحراك في ظل التجاهل الرسمي له. بينما حضرت الشعارات المتضامنة مع “غزة” في التظاهرات.
مسد يدين المجازر بحق المدنيين
أصدر مجلس “سوريا” الديمقراطية بياناً الأربعاء. قال فيه أنه يتابع التطورات الخطيرة والأحداث المأساوية في “غزة” والكارثة الإنسانية التي يعيشها. معرباً عن إدانته للمجازر التي يتم ارتكابها بحق المدنيين منذ 7 تشرين الأول.
وأكّد “مسد” على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته. واتخاذ إجراءات نافذة لوقف التصعيد. والكفّ عن نزف الدماء وعدم استهداف المدنيين. مشدداً على ضرورة السعي الجاد لإحياء عملية السلام. وعلى أهمية تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. وإيجاد حلّ عادل ودائم للصراع. وفقاً للبيان.
احتمالات التصعيد
لا يخفِ كثير من السوريين مخاوفهم من احتمال اتساع دائرة الصراع في “غزة” ودخول “سوريا” في خضمّه. لا سيما أن البلاد لم تتعافَ بعد من آثار حربها التي لم تنتهِ أصلاً. وقد اعتبر مراقبون أن قيام الجهات المعنية بتجربة صافرات الإنذار في “دمشق” و”اللاذقية” كان رسالة للخارج بأن “سوريا” لم تزِل خيار الحرب من حساباتها. وأن لديها إجراءاتها الخاصة للتعامل مع أي طارئ مفاجئ.
في المقابل فقد تعاملت “دمشق” بحذر مع الاعتداءات الإسرائيلية واتهامات الاحتلال بانطلاق صواريخ من الداخل السوري نحو الأراضي المحتلة. الأمر الذي اعتبره بعض المحللين أنه يهدف لعدم الانجرار إلى المعركة كما يريد الكيان أن يحدث.
لكن حالة الغليان التي تعيشها المنطقة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على “غزة” وتزايد وتيرة وحشيته. تنذر بأن كل الاحتمالات لا تزال قائمة خاصةً مع استقدام حاملتي طائرات أمريكيتين إلى شرق المتوسط لتعلن “واشنطن” عبرهما دعمها المباشر للاحتلال وأنها ستتدخل مباشرةً في حال اتسعت الحرب.