التراث ليس بمتناول اليد.. 59 ألف كلفة صينية واحدة من الرقاقة
الرقاقة أحد أشهر أنواع الطعام التراثي في حوران
وأخيراً أعدت “عهد الحمصي”، 40 عاماً من “درعا”، أكلة الرقاقة الشعبية، بعد تقنين فرضته على العائلة لمدة أسبوع، حتى تصنع لهم الأكلة الشعبية التي ألحوا في طلبها، والتي كلفتها 59 ألف ليرة.
سناك سوري-هيثم علي
“الحمصي” والتي تعمل كربة منزل، قالت لـ”سناك سوري”، إن الرقاقة أكلة شعبية في حوران، لا يحتاج إعدادها الكثير من الوقت والجهد، لكن أسعار مستلزمات إعداد هذا النوع من الطعام باتت مرتفعة للغاية، فهو يتألف من الدجاج والزيت والبصل والبهارات والعجين.
ارتفاع أسعار مكونات الرقاقة، أدى لتقليل تواجدها على الموائد الحورانية، تقول “الحمصي”، وتضيف: «أهم معاناة في إعداد هذه الأكلة عدم وجود الغاز غالباً، والذي نحصل عليه مرة كل شهرين، لذلك نضطر لشراء الغاز من السوق السوداء وبأسعار مرتفعة، وتحتاج عائلة مؤلفة من ٥ أشخاص بالحد الأدنى ثلاثة قطع سفن فروج بسعر ٣٠ ألف أقل تعبير، مع ٢ كغ طحين ٥٠٠٠، وتوابل ٧٠٠٠، ودلو لبن ٣٨٠٠، وبصل ٢٠٠٠، ونصف لتر زيت ١٠ آلاف، مجموع تكلفتها ٥٩ ألف ليرة».
اقرأ أيضاً: أكلة السيرك الشعبية.. تراث الكوجر المدفون تحت الأرض
التكاليف السابقة أدت لعزوف عدد كبير من الأسر الحورانية عن صناعة الرقاقة بالشكل الاعتيادي المستمر، وباتت تقتصر على المناسبات أو لأيام محددة بخلاف السابق حيث كان يتم إعدادها بأي وقت.
“الحمصي”، التي تعلمت صناعة الرقاقة من والدتها، قالت إن أول مراحل تصنيع الأكلة إعداد العجين، ومن ثم فرده ووضع طبقة من الدجاج المطبوخ مع البصل والزيت والبهارات فوقه، ليتم إضافة طبقة عجين أخرى وإعادة الكرة ذاتها مع طبقة دجاج جديدة، حتى تصبح 5 طبقات بالحد الأدنى من الرقائق والدجاج، وعلى وجه الرقاقة الأخيرة يضاف حبة البركة والشومر ورشة ملح ثم تدخل إلى الفرن لمدة ساعة تقريبا حتى يتغير لونها.
وتضيف الأربعينية، أنه وبمجرد إخراجها من الفرن تزال الطبقة الأولى كي لا تجف العجينة المحشوة ثم يتم قلب الصينية في طبق كبير الحجم ويتم تقطيعها ثم تناولها مع اللبن.
الباحث التراثي المهتم بتراث “حوران”، “خالد عويضة”، قال إن عمر أكلة الرقاقة يتجاوز عشرات السنين، ويكثر طهوها في فصل الشتاء، وسميت كذلك نسبة إلى رقائق العجين فيها، بينما تقول الحاجة “افتكار المحمود” من سكان الضاحية، إن الرقاقة أكلة شعبية تقليدية، يشتهر بها الريف الدرعاوي مثل المنسف والجعاجيل وغيرها، وأضافت أن إعداد هذه الأكلة اليوم يشكل عبئا ماديا كبيراً للأسف.
اقرأ أيضاً: الدحاريج والكرات والجعاجيل والزقاريط.. أسماء لأكلة واحدة في حوران