الرئيسيةشباب ومجتمع

التخييم في سوريا.. مساحة الشباب للابتعاد عن ضجيج الحياة

رغم ارتفاع رسوم التخييم إلا أن الإقبال عليها يزداد بين فئة الشباب

حققت “انتصار عطية” 32 عاماً، حلماً راودها منذ الصغر، وشاركت مع أصدقائها بنشاط تخييم في جزيرة الأكواخ بريف اللاذقية. لتعيش يوماً كاملاً بالقرب من بحيرة مشقيتا. واصفة تجربة التخييم في سوريا بالممتعة التي غطت على تعب المسير.

سناك سوري-تيماء يوسف

يشاركها الرأي “علي محمد” 27 عاماً، والذي قضى يومين هادئين بين أحضان الطبيعة استعاد خلالهما نشاطه للعودة إلى عمله بمجال الاستيراد والتصدير والذي يعرّضه لضغط كبير يومياً. مضيفاً لـ”سناك سوري” أنها المرة الأولى التي يخوض فيها تلك التجربة.

وشهد نشاط التخييم في سوريا إقبالاً لافتاً بين الشباب والشابات منذ عدة سنوات. ويتضمن العديد من الأنشطة، مثل النوم في خيم بالطبيعة، وأنشطة موسيقية ليلية ومسير بين الأشجار، إضافة إلى دليل يخبر المجموعة عن طبيعة المنطقة ويشرح بيئتها. ومن بين الأنشطة أيضاً حلقات تعارف جماعية وألعاب تفاعلية وجولة بالقارب وإشعال الشموع ليلاً.

نشاط عائلي

ولا يقتصر التخييم على الشباب والشابات، ويمكن أن تشارك العوائل فيه. كحال “حسن الشيخ” 13 عاماً أصغر المشاركين بالتخييم الذي جاء مع عائلته قبيل بدء الامتحانات. ومثله زينب 24 عاماً طالبة جامعية، والتي شاركت مع عائلتها، وقالت لـ”سناك سوري”، إن التخييم نشاط يختلف عن باقي الرحلات البيئية والعائلية الأخرى. وبالنسبة لها فإن قضاء 24 ساعة وسط الطبيعة مع العائلة تجربة ممتعة وغريبة في الوقت ذاته.

العامل الاقتصادي عائق

وتقف تكاليف التخييم التي طالها الارتفاع كثيراً، عائقاً أمام رغبة بعض الشباب والشابات بخوض تلك التجربة سواء للمرة الأولى أو إعادتها. كحال “جنى سليمان” 20 عاماً طالبة جامعية، التي قالت لـ”سناك سوري” إنها استبدلته بالجلوس في الكافتريا مع أصدقائها. ومثلها “ديمة فهوم” موظفة 31 عاماً، وترى أنه جميل لكنه نوع من الرفاهية غير المتاحة للجميع.

وازدادت تكاليف التخييم خلال السنوات القليلة الماضية، وتختلف بين محافظة وأخرى بسبب المحروقات. إذ يعبر الانطلاق من نفس المحافظة التي يتم التخييم فيها أقل كلفة مقارنة بباقي المحافظات، كما قال “أكثم اسماعيل” رئيس مجلس أمناء مؤسسة ضوء سوريا التي تنظم رحلات تخييم مستمرة.

وضرب “اسماعيل” مثالاً على حديثه، أن أجور مواصلات التخييم لمدة يومين في بحيرة مشقيتا باللاذقية عند الانطلاق من المدينة ذاتها يكلف 125 ألف ليرة. أما إن كان من دمشق فيكلف بين 275 إلى 300 ألف ليرة. ولا يقف الأمر عند هذا الحد فرسوم التخييم تشمل المواصلات فقط. وتبقى باقي المصاريف من طعام ومستلزمات شخصية على عاتق المشاركين.

كما يبلغ سعر الخيمة متوسطة الجودة بين 750 ألف إلى مليون ليرة. وفي حال كان المشارك لا يمتلكها يستطيع استئجارها بكلفة بين 75 إلى 100 ألف ليرة لمدة يوم واحد وتتسع عادة إلى 4 أشخاص.

وارتفعت رسوم التخييم ليوم واحد في المناطق المخدمة مع أجور الخيمة من 10 آلاف ليرة عام 2021. إلى 32 ألف ليرة عام 2022. و65 ألف ليرة في 2023. لتصل إلى 200 ألف ليرة في 2024.

وفي المناطق غير المخدمة مع أجور الخيمة، ارتفعت من 8 آلاف عام 2021. إلى 22 ألف عام 2022، و50 ألف عام 2023، لتصل حالياً في 2024 إلى 150 ألف ليرة.

إقبال على التخييم بين الشباب

يقول “اسماعيل” إن هناك إقبالاً جيداً على التخييم خصوصاً من قبل الفئة الشبابية الآن مقارنة بالسنوات الماضية. ويرجع السبب إلى تحسن الوضع الأمني والترويج للفكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ليست كل مناطق التخييم مخدمة، كما يقول، ويضيف أن هناك نوعين من المشاركين بعضهم يفضلون المنطقة المخدمة بالكهرباء والحمامات والكراسي والطاولات. وآخرون يفضلون الحياة مع الطبيعة كما هي دون أي خدمات.

كما يمتلك الراغبون بالتخييم خيار المشاركة كمجموعة بعد التأكد من صلاحية المنطقة للتخييم. أو يشاركون مع فريق متخصص بالأنشطة البيئية والرحلات، مشيراً أن مهمة الفريق تكمن بتأمين الخدمات اللوجستية واستكشاف الموقع قبل التخييم وما إلى هنالك.

وتتواجد العديد من مناطق التخييم في اللاذقية، مثل بحيرة مشقيتا وجزيرة الأكواخ، جزيرة الغزلان، غابة الصفصاف، وادي قنديل، قمة تشالما وغيرها.

زمالة سناك سوري 2024

إشراف: داليا عبد الكريم

زر الذهاب إلى الأعلى