التحرش بالأطفال في القانون السوري.. هل تكفي عقوبة سنة ونصف سجن؟
أخصائية نفسية تحذر من عادة بعض الأهالي في مداعبة الأعضاء التناسلية لأطفالهم

فرض القانون السوري عقوبات قاسية على حالات التحرش بالأطفال. بأحكام سجن تتراوح بين 9 إلى 21 عاماً مع الأعمال الشاقة. وإن كانت تلك عقوبة الجاني، فإن الطفل الضحية يحتاج إلى علاج نفسي. تختلف مدته وأساليبه باختلاف الحالة وشخصية الطفل.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
يقول المحامي “حسان الصالح” لـ”سناك سوري”، إن تشريعات القانون السوري، فرضت عقوبات مشددة على مستغلي الأطفال جنسياً أو بأي شكل من أشكال التحرش.
حيث يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 21 عاماً من لجأ للعنف أو التهديد للجماع الكامل مع قاصر لم يتم الخامسة عشر من عمره. وفق المادة 489 من قانون العقوبات العام، ولا تقل العقوبة عن 15 سنة إذا كان الولد لم يتم الثانية عشر عاماً بحسب المادة491 عقوبات.
وأضاف “الصالح” بأن من يُكره بالعنف أو التهديد على فعل منافٍ للحشمة، كالمداعبة و ملامسة الأعضاء التناسلية، عوقب بالحد الأدنى 18 عاماً. إذا كان المعتدى عليه تحت 15 سنة، حسب المادة 493 من القانون ذاته.
كما يعاقب بالأشغال الشاقة مدة 9 سنوات كل من اقترف أو دفع بقاصر إلى فعل مناف للحشمة. وقد تصل إلى 12 سنة إذا لم يتم المعتدي عليه 12 سنة، حسب المادة495.
يعاقب بالسجن مدة لا تنقص عن 21 عاماً من لجأ للعنف أو التهديد للجماع الكامل مع قاصر لم يتم الخامسة عشر من عمره. وفق المادة 489 من قانون العقوبات العام..
المحامي حسان الصالح
ولا تتجاوز العقوبة مدة سنة ونصف بحال كان المعتدي قد مارس فعل المداعبة أو توجيه عبارات منافية للحياء لمن هم دون 15 عاماً. وفق المحامي.
وتعتبر عقوبة سنة ونصف سجن لمن تحرش بطفل غير كافية أو رادعة، وينبغي ذكر اسم المتحرش علانية في القانون السوري. ومضاعفة العقوبات خصوصاً حين يكون الضحايا أطفال، كما يرى العديد من الحقوقيين.
أما بالنسبة لسير الدعوى الواجب تقديمها من قبل الأهل بحال رغبتهم بذلك عند تأكدهم من الاعتداء على طفلهم. فيجب عليهم التوجه إلى مركز الشرطة وتنظيم ضبط بالواقعة. أو تقديم شكوى إلى النيابة العامة المختصة. حسب ماقال “الصالح”.
لكن تقديم شكوى ضد المتحرش قد لا يكون سهلاً لدى الكثير من الحالات. خصوصاً الأطفال الذين يعملون في الشوارع. كذلك الأطفال الذين يعيلون عوائلهم ويكون المتحرش صاحب العمل. حيث قد لا يجرؤ الطفل على الاعتراف خوفاً من فقدان مصدر الدخل.
على الأهل تثقيف أطفالهم بمعلومات صحيحة
الثقافة الجنسية للأطفال، هي أحد أكثر الأساليب نجاحاً في تجنيب أطفالنا التعرض للتحرش. فمن خلالها يمكن للطفل التمييز بين المسموح والممنوع، كما يجب بناء علاقة صداقة بين الأهل والطفل. تسمح للأخير أن يتحدث بعفوية وصراحة من دون خوف أو ضوابط.
تقول الأخصائية النفسية “فضة وهبي” لسناك سوري. إنه لتجنيب أطفالنا التعرض للتحرش. يجب خلق جو حميمي مع الطفل، وتثقيفه بشكل موجه بمعلومات صحيحة.
لتجنيب أطفالنا التعرض للتحرش. يجب خلق جو حميمي مع الطفل، وتثقيفه بشكل موجه بمعلومات صحيحة.
الأخصائية النفسية فضة وهبي
إضافة إلى وجوب توعيته بسن مبكرة بشكل صريح وواضح بعيداً عن الابتزال بما يتناسب مع سنه. إضافة لمتابعته بشكل دقيق، دون نشر جو المراقبة بذات الوقت، وتجنب انفراده مع الأكبر سناً منه بشكل متواصل.
وتابعت “فضة” حتى في أوقات لعبه، يجب التيقظ لما يقوم به الطفل، لا سيما بحالات تفرده بنفسه. وشده لممارسة هوايات جماعية والدخول بأنشطة متنوعة.
وحذرت “فضة” من بعض الممارسات الخاطئة التي يقوم بها الأهل. مثل مداعبة الأمهات لأعضاء أطفالهن التناسلية وهم صغار. مضيفة أنه يجب «إشعار الطفل بالأمان التام بعلاقته مع عائلته». ما يمنح الطفل المزيد من الثقة ليروي بجرأة ما يعترضه خلال ساعات يومه وبأماكن تواجده.
وبينما يعمد بعد الأطفال للصمت بعد تعرض طفلهم لأي تحرش، نوهت “فضة” لبعض الإشارات الصادرة عنه. والتي يجب على الأهل ملاحظتها فوراً لمعرفة ما حصل معه سراً. أبرزها الكدمات على جسمه أو بقع الدم أو شكوى من أوجاع بمناطقه التناسلية.
مؤشرات تعرض الطفل للتحرش
تقول الأخصائية النفسية إن هناك عدة مؤشرات تفيد بأن الطفل ربما تعرض للتحرش وعلى الأهل أن يكونوا منتبهين لها.
وتشمل تلك المؤشرات، غياب الطفل لفترات طويلة عن المنزل دون سبب واضح ومقبول، وظهور سلوكيات جنسية غير ملائمة لسنه. إضافة لتخوفه من أن يلمسه أحد عند الاستحمام، أو الخوف من الأماكن المغلقة.
وقد يميل الطفل للانطوائية بعد تعرضه للتحرش الجنسي، وتظهر عليه علامات الخوف والقلق. ورفضه الذهاب لمدرسته أو أي مكان آخر برفقة شخص بعينه، كما قالت “فضة” وأضافت أنه من الضروري ملاحظة توفر هدايا أو أطعمة معه. غير مقدمة من قبل أهله أو الوسط المقرب منه.
ومن أبرز المشاكل التي تحدث للطفل نتيجة تعرضه للإساءة الجنسية اتسامه بالعدوانية. ومايرافقها من تغيرات سواء في زيادة معدل التنفس، سرعة ضربات القلب، تقلص العضلات، صعوبة بالكلام، فقدان القدرة على التحكم، الخوف ، لوم الذات وإيذاء النفس.