معقول الاجتماع الجاي يطلب منهم يشكلوا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
سناك سوري _ خاص
ماذا لو قرأ أحد مؤسسي البعث الأوائل عدد جريدة حزبه الصادر اليوم و طالعه عنوان “دور المؤسسة الدينية في توعية المواطن”؟ و اكتشف أن العنوان يشير إلى لقاء مجموعة من رجال الدين بالرفيق “عمر حورية” أمين فرع “حمص” لحزب البعث العربي الاشتراكي !
الحزب الذي رفع راية القومية العربية و العلمانية و العدالة الاجتماعية يشيد اليوم أحد أمناء فروعه بدور رجال الدين؟، الرفيق “حورية” حسب ما نقلت صحيفة “البعث” خلال اللقاء الذي حضره مدير الأوقاف و مفتي “حمص” طلب من رجال الدين أن يشرحوا للناس« الواقع الذي نعيشه في ظل الحصار الاقتصادي»!! ربما يئس الرفيق من محاولات الوزراء و المسؤولين فقرر أن خير وسيلة هي أن يخاطب رجال الدين جموع الشعب الذي يشتكي من الفساد و الأزمات ليقنعوهم بأن كل ما يجري سببه الحصار الذي تفرضه الدول الكافرة و على المواطن أن يصمت و يتحمل إرضاءً لله و للرفاق و لرجال الدين.
الأهم أن الرفيق “حورية” طالب رجال الدين بمحاربة الفساد! و عدم التساهل مع العابثين بالحاجات الأساسية!
التبس الأمر فيما يبدو على الرفيق “حورية” بين رجال الدين و بين الهيئة العامة للرقابة و التفتيش مثلاً! مهمة الرقابة و محاربة الفساد و محاسبة العابثين تقع على عاتق مؤسسات الدولة و ليس على رجال الدين.
هل يعرض رجل الدين الفاسدين على المنبر مثلاً بدل عقوبة السجن أو الفصل من العمل؟ أم يشكل هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدل هيئة الرقابة و التفتيش!
رغم صدامه مع الحركات المتطرفة فإن الحزب لم يتوقف عن تقديم الدعم للمؤسسة الدينية، أتاح” البعث ” المنابر الإعلامية لرجال الدين، و أبرزَ لهم مكانة و دوراً في مختلف الفعاليات و عزز دورهم في المجتمعات المحلية و لم يتوقف عن الإشادة بمكانتهم و لكن لم يجرّب “البعث” مرة أن يقدّم للتيار المدني بعضاً مما قدمه للمؤسسات الدينية رغم التجارب التي شهدتها البلاد مع الفكر الديني إلا أن الفكر المدني لم ينَل الفرصة لتقديم طرحه إلى المجتمع و لم يحظَ باهتمام و دعم الرفاق مقابل استمرار التعويل على رجال الدين و إقحامهم في أدوار ليست من طبيعة مكانتهم الدينية و الروحية.
اقرأ أيضاً :علمانية الدولة الدينية