الرئيسيةحرية التعتيرشباب ومجتمعمختارات

الانقسام الطبقي يمتد إلى شريبة الكحول.. ناس عالوسكي وناس عالعرق

إقبال على المشروب رغم ارتفاع سعره.. وهذه مبررات الشريبة

سناك سوري – ناديا المير محمود

يكاد لا يخلو حي في مدينة “سلمية” في محافظة “حماة”، من وجود محل مخصص لبيع المشروبات الكحولية، حيث شهد شارع المساكن الشهير فيها، افتتاح محلين للكحول خلال الشهرين الماضيين، ليبلغ عددها خمسة ويقصدها مختلف الفئات العمرية فتية ً وشباناً، تفاوتت أجوبتهم على سؤالنا (ليش بتشرب كل يوم؟) علماً أن الشرب لا يقتصر على الذكور.

أنواع الشريبة

أحد محال بيع الكحول في سلمية – سناك سوري

وطبعاً ينقسم “الشرّيبة” إلى فئات، منها فئة صاحب المزاج العالي الذي يرى أن «الشرب بحسسني بشي روحاني رابطني مع كل شي قاعد عالطاولة، ولما بقول لواحد كاسك بكون مشغل حواسي الخمسة، عم دوق و شم و حاسس ببسط و شايفو بعين الكل، فبقلهن كاسكن لأسمع صوت طقطقة الكاسات و حس انو كلنا طرنا سوا».

أما الشريب الذي يتناوله لمجرد الحصول على المتعة، قال: «نحن الشريبة ظراف لطاف مع يلي حوالينا ماعنا لف و دوران»،
ومنهم المدمن الذي يرى أن «الشرب أهم من الأكل و الشرب عندي و بنطر خلص شغلي لروح عطاولتي و بلش سهرتي اليومية»، وهناك قسم يراه طوق نجاة له حتى ينسى، و صار  الشرب عادة وجسمه يطلبه ويراه أمراً عادياً فهو لا يؤذي أحداً غير نفسه، على حد تعبيره.

مقالات ذات صلة

ينقسم الشريبة إلى فئات، صاحب المزاج العالي، الشريب الذي يريد المتعة، والمدمن

انقسام طبقي 

الشريبة ينقسمون طبقياً أيضا حسب نوع المشروب، فالقسم الأكبر يفضل العرق وهو المشروب الشعبي بأنواعه لتوفره و رخص أسعاره مقارنة بغيره، إضافة لقدرته على بث شعور السلطنة الحقيقية في داخلهم كما وصفوه، و مجموعة أخرى تبدل مشروبها ما بين الفودكا و البيرة (حسب الجو) فهم يرون العرق مشروب شعبي وتأثيره عليهم لا يلائم طاقاتهم.

هناك أيضاً طبقة “الباشاوية” في المدينة (كما يطلق عليهم)، وهؤلاء هم الذين يتفاخرون بشرب الويسكي أغلى المشروبات من حيث السعر فيتباهون بأنواعها ما بين “الشيفاز و جاك دانيل و ريد ليبل و بلاك ليبل”.

طبقة الباشاوية، هي الطبقة التي يتفاخر أصحابها بشرب الويسكي

إقبال على المشروب رغم ارتفاع سعر

أنواع عديدة للمشروب – سناك سوري

في حديث مع أحد العاملين في محل لبيع المشروبات بـ سلمية و سؤاله عن حركة البيع، وصفها بالممتازة خاصة أن الأغلبية يشترون دون تدقيق على الأسعار التي تتفاوت حسب الصنف، «فالعرق البلدي يبلغ لتره من 8500 ليصل إلى16 ألف حسب جودة الطبخة ونضج “العنب واليانسون المستخدم”، أما ليتر عرق الريان بـ 5500 وهو من الأنواع المطلوبة أيضا متساوياً مع سعر ليتر الميماس».

صاحب المحل الذي فضل عدم ذكر اسمه، أضاف لـ”سناك سوري”: «للفودكا زبائنها أيضاً وأسعارها تتراوح حسب الأصلي و التقليد، فالفودكا التقليد يبلغ سعر الليتر منها 5500 و الأصلي بـ 45000 ألف ،لتبقى الويسكي مشروب المترفين ، فمهما كان نوعها متواضعاً فلن يقل سعره عن 40 ألف لليتر الواحد».

في سنوات الحرب ازداد بشكل ملحوظ افتتاح محلات الكحول تبعا لازدياد الطلب والشريبة – رغم الوضع الاقتصادي الصعب –
ويقدم مرتادوها مبررات مختلفة تثير تساؤلات عن هذه الرغبة بالثمالة وإنكار الواقع، فهل هي تداعيات أحزان الحرب وفقدان الأحبّة ..؟؟، أم الرغبة بالهرب من اليأس والضجر إلى عوالمٍ نشوى حالمة ؟ أم هو ترف وبزخ غير مبرر؟.

اقرأ أيضاً: عرق الميماس السوري يباع في أميركا.. معقول عم يشرب منه ترامب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى