الانسحاب الأميركي من زوايا مختلفة
سناك سوري – دمشق
يصف الكاتب والمحلل السياسي “مازن بلال” الانسحاب الأميركي من “سوريا” بأنه “تصعيد بامتياز”، ويرى أن ملىء الفراغ الأمني مستعصي على الجميع، معتبراً أن شرق “الفرات” دخل في صراع نوعي.
لم يكن “بلال” الوحيد الذي علق على الانسحاب مغرداً خارج السرب، فقد تعاطى الكثير من النخب والسياسين والإعلاميين السوريين مع هذا الحدث الذي يعد أبرز أحداث عام 2018 في “سوريا”، وآثاره ربما لن تنتهي عام 2019.
حيث يرى الكاتب الصحفي “عبد الله سليمان علي” أن أخطر مافي الانسحاب أنه يأتي في ظل مساع يقودها المبعوث الأميركي للملف السوري “جميس جيفري” لإعادة استقطاب “تركيا” ومحاولة إيجاد تسوية متوازنة بينها وبين “قسد”.
ويتساءل “علي” عن موقف “دمشق” من “موسكو”، “طهران” إذا كانا سوف يسارعان لملئ الفراغ الأميركي أم سيتركونه للتركي أو لحليف آخر لواشنطن!.
لكنه يرى بالمحصلة قبل كل شيء إنه من المبكر تقييم هذا الانسحاب ولا سيما أنه يأتي في ظل الانتقال إلى مرحلة جديدة، وأن استراتيجية “أميركا” الجديدة لم تعتبر التواجد العسكري ركناً أساسياً لعملها.
بينما ألمح “رئيس حركة البناء الوطني” “أنس جودة” إلى أن تغريدات الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” بالأمس جزء من صراع أميركي داخلي بدت ملامحه تظهر بشكل واضح منذ قضية “خاشقجي”، حيث قال “جودة” إن تغريدات “ترامب تأتي في مواجهة ترسانة البنتاغون”.
“جودة” أتبع تغريدته بأخرى شدد فيها على ثوابت أساسية أن الأميركي محتل والتركي غاصب، وأن كل الدول تعمل لتحقيق مصالحها ولو على “حسابنا”، مؤكداً على أن أهل الشمال الشرقي سوريون وأبناء البلد، في إشارة إلى رفضه ما يتم إثارته من خطاب شماتة وتخوين حالياً.
من جانبه الباحث “محمد صالح الفتيح” استبعد أن يكون هذا الانسحاب خروجاً أميركيا “بالمجان”، يتحدث “الفتيح” عن إمكانية أن يكون انسحاباً عبر توافق حول طرف بديل، ربما يكون البيشمركة العراقية، أو عرب من شرق “سوريا”، وقد يكون الأتراك.
ويضيف:«من السذاجة افتراض أن الأميركيين سيرمون ورقة مهمة بيدهم بدون حساب وبدون تفكير بطريقة الاستفادة منها والأكيد أن “ترامب” الغارق في مشاكله لن يتصرف بطريقة يظهر كمن يقدم خدمة بالمجان لـ “روسيا”».موقع سناك سوري.
اقرأ أيضاً: الانسحاب الأميركي هل هو بداية الحل أم بداية معركة جديدة؟
“منى غانم” نائب رئيس تيار بناء الدولة سابقاً، ترى الانسحاب في سياق خطير وتصعيدي، وتقول في تغريدتها، إنه يأتي بعد تهديد الأمين العام للأمم المتحدة بترك الملف السوري لروسيا، وتهديد “جيفري” بإفشال عملية “أستانا” في حال لم يتم الاتفاق على اللجنة الدستورية.
“غانم” ترى أن الأميركي سيرفع يده عن الملف السوري وهذا سيعيق أي إمكانية لحل سياسي أو أي نوع من التسوية، مشيرةً إلى أنه لم يكن يوجد أي إمكانية للحل إلا بقبول السلطة السورية للمعارضة والتشارك معها بالحل السياسي وهو أمر تخشى “غانم” أنه لم يعد في متناول اليد.موقع سناك سوري.
الكاتب “عماد فوزي الشعيبي” رأي في الانسحاب فرصة للخروج من الفوضى، واستعرض تحليلاً للحدث قال ضمنه:«هذه هي اللحظة التي ستطلب فيها “أنقرة” بإلحاح التفاهم مع “دمشق”، في موسم الهجرة إليها وسيكون على “دمشق” الخيار بين الجامعة العربية وصحبها و”تركيا” وجوارها. هذه لحظة المصالحات بالمفرد أو بالجملة.
العمق العربي لسورية يقتضي الأول “العرب بكل مساوئهم”، والجوار يستدعي الثاني “التركي” التائه بين حاجته المطلقة لمصالحة تخفف المخاطر الجنوبية عنه، وتركه وحده في مواجهة إقليمية الروسي أصبح متسيّداً فيها . ولعل الإمساك السوري بالعصا من المنتصف سيكون اجتراحاً نوعيّاً في لحظة انعطاف. ولكن بكلمة: هي لحظة تستوجب التقاطها وتستوجب تحييد كل الأطراف التي بحاجة للجغرافيا “أعني سورية”.
الخروج الأمريكي ترك “الشقاء على من بقي” ولكن الرد الاستراتيجي هو بإعادة التموضع السوري الإقليمي بالتقاط لحظة “الحاجة” الإقليمية الجماعية لسورية، حيث الجغرافيا اليوم هي التي تتكلم.
هذا الالتقاط سيكون منجاةً من استمرار الفوضى لسنين أو لمزيد من التورطات في الصراعات الإقليمية على الأرض السورية».
يذكر أن “أميركا” كان قد أعلنت أمس عن بدء انسحابها بشكل كامل من “سوريا”، حيث من المفترض أن ينتهي الإنسحاب خلال 100 يوم على أبعد تقدير.
اقرأ أيضاً: صحيفة: تعلن بشكل مفاجئ عن نية أميركا الإنسحاب من سوريا (محدث)