الامتحان الوطني الموحد .. تحويل الخريجين لطلاب بكالوريا أم فرصة لتحسين المعدل؟
اختلاف في المناهج بين المحافظات .. ومحاولة للمساواة بين طلاب الجامعات العامة والخاصة

تأخذ علامة الامتحان الوطني الموحد نسبة 60% تقريباً من المعدل العام المؤهل للإختصاص متفوقة على درجات السنوات الدراسية الخمس في كلية الطب البشري، بينما يجعل اختلاف المناهج بين كليات العمارة في سوريا الامتحان الوطني عبء عليهم، ليكون في بعض الكليات وسيلة لفتح باب تجاري جديد عن طريق الدروس الخصوصية وكورسات الأونلاين المأجورة للتحضير للامتحان “5 جلسات ذهبية لاجتياز الامتحان الوطني بـ 300 ألف”
سناك سوري_ جولي زوان
أطلقت وزارة التعليم العالي الإمتحان الوطني الموحد لبعض الكليات كالهندسة المعلوماتية والمعمارية والكليات الطبية، كما تسعى لإدراجه في كليات أخرى مؤخراً لقياس خبرات الطلاب ونتاج المؤسسات التعليمية ولكن قياساً لوضع التعليم في سوريا هل يصل الامتحان الوطني للهدف الذي وُضع لأجله ؟
يتحول إلى طالب بكلوريا همه الأساسي دراسة المقررات والدورات لاجتياز الاختبار الموحد على حساب المهارات السريرية التي يهملها في عامه الدراسي السادس المخصص لها. يزن معمار _ معيد في كلية الطب
الامتحان الموحد يحتاج إلى تطوير
يقول الدكتور “يزن معمار” وهو معيد في كلية الطب البشري بجامعة تشرين أن الامتحان الموحد إجراء جيد لو كان بطريقة مختلفة فشكل الامتحان لا يضمن خريجاً مؤهلاً لسوق العمل، مشيراً إلى سلبية حجز معدل الامتحان الوطني لنسبة أكبر من نسبة معدل دراسة السنوات الدراسية الخمس في المعدل العام المؤهل للاختصاص.
الهيئة الوطنية للجودة والاعتمادية في التعليم العالي تسعى عن طريق الامتحان الموحد إلى قياس وتطوير مخرجات المؤسسات التعليمية السورية. ووضع جميع خريجي الجامعات الحكومية والخاصة على مسطرة قياس واحدة. مايا حسن _ أستاذة العمارة بجامعة تشرين
الأمر الذي اعتبره “معمار” إجحاف بحق الطالب الذي يتحول إلى طالب بكلوريا همه الأساسي دراسة المقررات والدورات لاجتياز الاختبار الموحد على حساب المهارات السريرية التي يهملها في عامه الدراسي السادس المخصص له
هدف الامتحان الوطني

تقول “مايا حسن” الدكتورة في كلية الهندسة المعمارية بجامعة “تشرين” أن الهيئة الوطنية للجودة والاعتمادية في التعليم العالي تسعى عن طريق الامتحان الموحد إلى قياس وتطوير مخرجات المؤسسات التعليمية السورية. ووضع جميع خريجي الجامعات الحكومية والخاصة على مسطرة قياس واحدة.
وتضيف في حديثها لـ سناك سوري أنه نظراً لاختلاف مناهج التدريس بين كليات الهندسة المعمارية في سوريا. لا بدّ من بناء قاعدة بيانات شاملة وموحدة للاختبارات النظرية للجامعات الحكومية والخاصة لضمان فرص متكافئة لجميع المتقدمين.
يجب أن يركّز الامتحان الوطني على معلومات عن حالات سريرية وتقنيات التعامل معها وتشخيصها ومعالجتها إضافة للفيزيولوجيات والآليات المرضية مما يجعل الخريج قادراً على محاكمة أي حالة يواجهها عقلياً ما سيساعده في العمل لاحقاً. محمد العكلة _ طبيب مقيم بجامعة تشرين
وتؤكد أستاذة العمارة على اختلاف الهندسة المعمارية عن غيرها من الاختصاصات بامتلاكها حالة فنية وإبداعية إضافة للأساسيات. وبالتالي هناك إمكانية واسعة لاختلاف توجهات وطرائق التدريس والتفكير التحليلي المتعلق بالمقررات من مختلف الأقسام من جامعة لأخرى وهذا حقيقة ما يؤثر على نتائج الطلاب في الامتحان الوطني.
فرصة لتحسين المعدل
أما “محمد العكلة 24” وهو طبيب مقيم في مشفى تشرين. فأبدى أسفه على التطبيق غير المناسب برأيه لفكرة الامتحان الوطني الجيدة من حيث المبدأ.
ويرى “العكلة” أن معظم المعلومات نظرية. داعياً لأن يركّز الامتحان الوطني على معلومات عن حالات سريرية وتقنيات التعامل معها وتشخيصها ومعالجتها إضافة للفيزيولوجيات والآليات المرضية مما يجعل الخريج قادراً على محاكمة أي حالة يواجهها عقلياً ما سيساعده في العمل لاحقاً.
قلة مدة التحضير للامتحان والتي لا تتجاوز الشهرين لطلاب الصيدلة إضافة لعدم نشر سلم تصحيح الامتحان ما يجعل الطلاب غير قادرين على معرفة المحاور التي تحتاج الى ترميم. جوى قادرو _ خريجة صيدلة
رغم ذلك لا ينكر “العكلة” إيجابيات الامتحان الوطني الكامنة بأنه فرصة لتحسين المعدل ومراجعة بعض المعلومات.
إيجابيات الامتحان الوطني
بدورها تقول الصيدلانية “جوى قادرو 23 عاماً” عن إيجابيات الامتحان الوطني أنه فرصة للمراجعة وطريقة عادلة تساوي بين الجامعات الخاصة والعامة.

ولكنها بحسب حديث “قادرو” لـ سناك سوري إيجابيات تصطدم بسلبية قلة مدة التحضير للامتحان والتي لا تتجاوز الشهرين لطلاب الصيدلة إضافة لعدم نشر سلم تصحيح الامتحان ما يجعل الطلاب غير قادرين على معرفة المحاور التي تحتاج الى ترميم. كما ترى الطالبة أن 70% من الأسئلة منطقية وتفيد طالب الصيدلة في الجانب العملي.
طلاب الهندسات والامتحان الوطني
لازال طلاب كليتي العمارة والمعلوماتية يقدمون الامتحان الوطني بأقسام عملية وأخرى نظرية تخصصية. وتقول مهندسة المعلوماتية “تيماء حسن 26 عاماً” أن الامتحان الموحد بجلستيه العامة والتخصصية عبارة عن زخم معلومات كبير لطلاب المعلوماتية يدرسوها قبل الامتحان الذي احتوى في دورتيه الأخيرتين على أسئلة خارج المنهاج وتعتمد على المحاكمة العقلية والتحليل وهذا بدوره ترك مجال للخلاف والصح والخطأ. لعدم وجود سلم تصحيح واضح يوجه الطلاب لعملية إيجاد الإجابة.
الامتحان الوطني لا يضمن تخريج معماري كفؤ عملياً. وإنما معماري درس للامتحان قبل شهر لاجتيازه فحسب. محمد العيد _ مهندس معماري
ولا تنكر “تيماء” إيجابية الامتحان المتمثلة بتساوي الجامعات العامة مع الخاصة التي تجد صعوبة فيه نتيجة لاختلاف المنهج والكم، وتقترح المهندسة التوسع في المعلومات المطلوبة لكل اختصاص بدلاً من العموميات.
امتحان لا يضمن مهندساً كُفؤاً
اعتماد كلية الهندسة المعمارية على جانب إبداعي مفتوح الأفق بمجالاته كافة من التخطيط إلى التصميم والتنفيذ يجعل من اختلاف المناهج المُدرَّسة في الجامعات السورية مشكلة تجبر الطلبة على دراسة ما لم يتلقوه خلال سنوات دراستهم قبل فترة الامتحان الموحد.
المهندس المعماري “محمد العيد 24 عاماً” يرى أن الامتحان الوطني لا يضمن تخريج معماري كفؤ علمياً. وإنما معماري درس للامتحان قبل شهر لاجتيازه فحسب.

ويشير “العيد” في حديثه لـ سناك سوري إلى أن طلاب العمارة في “جامعة تشرين” يواجهون مشكلة تخصّ الامتحان الوطني وهي أن الإعطاء في جامعتهم يختلف عمّا هو عليه في “دمشق”. وكل جامعة ترى نفسها الأفضل بينما يؤدي توحيد الاختبار إلى دراسة ما يعطى في العاصمة وفق حديثه.
ويقترح “العيد” أن يكون الاختبار إلكترونياً يطلب تصميم لقطة معينة. بما يضمن تعلّم الطلاب لبرامج سيحتاجونها في سوق العمل.
تتنوع اقتراحات الطلبة بما يخص الامتحان الوطني الموحد لضمان نتيجة أكثر فعالية، انطلاقاً من تكريس الاهتمام بالجانب العملي ودراسة الحالة إضافة لاختبارات عملية على برامج معينة تضمن خريجين قادرين على الانخراط بسوق العمل .
وأنتم ما رأيكم بالامتحان الوطني الموحد؟