الرئيسيةتقارير

الاتجار بالبشر في سوريا.. هل تحوّل الأمر لظاهرة خطيرة؟

الداخلية تعلن القبض على شبكة اتجار بالبشر.. بيع الوهم للنساء وتسفيرهنّ لاستغلالهنّ

أعلنت وزارة الداخلية في سوريا إلقاء القبض على شبكة لـ الاتجار بالبشر تقوم بتسفير فتيات خارج البلاد بالتعاون مع شبكات خارجية. وهي الجريمة التي تعتبر إحدى أكثر الجرائم خطورة، ما يتطلب من الفتيات المزيد من الحذر بمواجهة أحلام السفر والهجرة.

سناك سوري-دمشق

يقول بيان الداخلية، إن الشبكة التي ألقى القبض عليها فرع الأمن الجنائي بالعاصمة دمشق. كبيرة وتعمل مع أشخاص يديرون شبكات مشابهة في دولة مجاورة لم تذكر اسمها.

ويبلغ عدد أفراد الشبكة المقبوض عليهم، 7 أشخاص بينهنّ 3 نساء، وخلال التحقيقات معهم اعترفوا بأنهم كانوا يستقطبون الفتيات. من مختلف المحافظات لتسفيرهنّ بطرق غير شرعية بعد إغرائهنّ بمبالغ مالية كبيرة. بينما مازالت التحقيقات مستمرة.

جدل

وأثار بيان الداخلية حول الحادثة، بعض الجدل بين السوريين في الفيسبوك. والذين استغرب كثيرٌ منهم وجود مثل تلك الجرائم في “سوريا”، محملين الأزمة والفقر والرغبة الجامحة بالسفر هرباً من الواقع الاقتصادي المتردي المسؤولية.

مقالات ذات صلة

لكن جريمة الاتجار بالبشر ليست جديدة جداً، وسبق أن قال رئيس فرع الأمن الجنائي بـ”دمشق” العميد “وليد عبد للي” في 2020. إن هذه الجريمة ولدت من الأزمة، وأضاف في تصريحات نقلتها الوطن أون لاين حينها. أن «ضعاف النفوس استغلوا الوضع الاقتصادي وحالة الفقر والعوز لبعض الأشخاص. وتمت المتاجرة بهم داخلياً وأحياناً خارجياً عن طريق إيهامهم بتأمين عقود عمل خارج القطر. ليتبين لاحقاً أنها أعمال لها علاقة بالاتجار بالبشر واستغلالهم جسدياً وأحياناً المتاجرة بأعضائهم البشرية».

وفي العام 2022 الفائت، أعلنت السلطات الإسبانية، إنقاذ مئات النساء من عصابات الاتجار بالبشر. حيث يتم استغلالهن جنسياً، ومن بينهنّ مواطنتَين سوريتَين. وقال  الصليب الأحمر الإسباني، إن من بين الأمور التي عاناها أولئك الضحايا قبل إنقاذهم. إجبارهم على القيام بأنشطة غير مشروعة، والتسول، والزواج القسري بالإضافة إلى الاستغلال الجنسي.

وكان مكتب الاتجار بالبشر وحماية الآداب في لبنان، قد ألقى القبض على “أبو علاء”، عام 2021. والذي اعترف بأنه يحتال على الفتيات اللواتي يستقدم غالبيتهنّ من “سوريا” و”العراق”، بهدف استغلالهنّ جنسياً وتسهيل مهمتهنّ بممارسة الدعارة لقاء عائد مالي.

ما هو الاتجار بالبشر؟

وبحسب بروتوكول منع وقمع الاتجار بالبشر، فإن الأخير يعني، «تجنيد أشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيواؤهم أو استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة أو استعمالها والاختطاف والاحتيال والخداع واستغلال السلطة واستغلال حالة الاستضعاف أو بإعطاء وتلقي مبالغ مالية أو مزايا. لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض الاستغلال».

وهناك الكثير من أشكال هذه الجريمة، مثل الاستغلال الجنسي، والإجبار على العمل، إضافة للمتاجرة بالأعضاء البشرية، والتسول الإجباري. وبناءً عليه فإن تشغيل الأطفال بالتسول داخل البلاد، يعتبر أحد أشكال الاتجار بالبشر أيضاً.

ويجب على المعنيين زيادة الوعي تجاه هذه الجريمة، خصوصاً للفتيات اللواتي يبحثنَ عن مستقبل أفضل خارج البلاد، هرباً من الظروف المعيشية الحالية.

زر الذهاب إلى الأعلى