الإدارة الذاتية توقف صحفي عن العمل لأنه صوّر الواقع المعيشي بالرقة
شبكة الصحفيين الكُرد السوريين تنتقد تدخل قسد بمناقشة القرار
![مسودة قانون الإعلام السوري.. نحو إعلام الدولة أو إعلام السلطة؟](https://snacksyrian.com/wp-content/uploads/2021/08/received_857160308519536.jpeg)
أصدرت شبكة “الصحفيين الكُرد السوريين”، بيانا توضح فيه ملابسات إلغاء رخصة عمل مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، المصور الصحفي “دليل سليمان”، من قبل دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية (تسيطر على أجزاء واسعة من الجزيرة السورية)، وذلك «بعد تصويره لمشاهد جوية تُظهر حراقات تكرير النفط في ريف القامشلي الشرقي، والمخيمات العشوائية بمدينة الرقة، وتصويره مكب النفايات وأوضاع العاملين فيه».
سناك سوري-دمشق
وقالت الشبكة، إن مكتب رصد وتوثيق الاتهامات فيها لم يصدر أي بيان حتى التعرف على القضية من كافة جوانبها، وأضافت: «بناء عليه أرسل المكتب إيميلاً رسمياً لدائرة الإعلام مطالباً بصورة عن القرار الصادر، وهل اعتمدت الدائرة في قرار الإيقاف على قانون الإعلام؟، وبعد مرور 72 ساعة على إرسال الإيميل، وعدم ورود أيّ رد من دائرة الإعلام حول نص القرار وقانونيته، تفاجأنا يوم الجمعة، بتصريحات الرئيس المشترك لدائرة الإعلام في شمال وشرقي سوريا، جوان ملا إبراهيم، لموقع “الاتحاد ميديا”، الأمر الذي تطلب توضيح من مكتب توثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، حول ماهية اللقاء أولاً، وعدم انتظار ردهم على الإيميل المرسل باعتبار أعلى منصب في دائرة الإعلام أكد الواقعة ثانياً، وبالتالي عرض بعض الحقائق خاصةً وأن العديد من الصحفيين راسلوا الشبكة مستفسرين عن أسباب عدم صدور أيّ بيان تضامن مع المراسل وحالة الانتهاك».
واعتبر البيان أن تصريحات “ملا ابراهيم” جاءت متضاربة، حيث نفى في بداية حديثه، أن “يكون موضوع التقارير سبباً في إصدار قرار الإيقاف بحق المراسل، دليل سليمان”، ثم ناقض كلامه هذا حين قال، إن “سليمان” حصل على موافقة بتصوير المخيمات العشوائية بمدينة “الرقة”، إلا أنه صور مكب النفايات وأوضاع العاملين فيه، على أنه انعكاس للأوضاع المعيشية في شمال وشرقي سوريا.
وأضاف البيان أن «هذا يدّل أن القرار صدر بسبب كشفه لمكان الفساد في قضية النفايات، وهو لم يأتِ بأناس من الشارع وألبسهم لباساً مهترئاً كي ينشر أو يظهر حالة الفقر التي يعيشها هؤلاء، حتى يتم محاسبته على أنه حاول انعكاس ذلك على الأوضاع المعيشية للسكان في مناطق شمال وشرقي سوريا!».
اقرأ أيضاً: تضييق جديد على الصحافة.. ما علاقة قوى الأمن ببطاقات الصحفيين؟
البيان تابع تفنيد تصريحات “ملا ابراهيم”، فقال: «أمّا عن توجيه دائرة الإعلام الدعوة للصحفي سليمان لمراجعة مكتب الإعلام لإقليم الجزيرة بمدينة عامودا، للوقوف على هذه التجاوزات… هنا نتحفظ على كلمة التجاوزات لأن تصوير حراقات تكرير النفط في ريف القامشلي الشرقي بالطرق البدائية، وحالة الناس بالمخيمات العشوائية في مدينة الرقة، ومكب النفايات وأوضاع العاملين فيه، من صلب العمل الإعلامي، وهي قضايا مطلبية شعبية إنسانية عامة؛ وهامة بنفس الوقت، وهناك عشرات التقارير والتحقيقات المكتوبة والمرئية التي أثارت القضايا الثلاث للمطالبة بوضع حلول عاجلة لها، وعلى رأسها مشكلة الحراقات التي زادت من نسب المصابين بالأمراض السرطانية أضعاف مضاعفة».
وخلال اللقاء ذكر “ملا ابراهيم”، أن قرار توقيف الصحفي جاء بناء على قوانين العمل الإعلامي في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، وهو ينص على الإيقاف لمدة عامين عن ممارسة أي نشاط إعلامي لأي وسيلة كانت، ليؤكد البيان أنه «لا توجد هكذا عقوبة ضمن المخالفات والعقوبات المسلكية التي من صلاحيات دائرة الإعلام».
البيان أبدى استغرابا من تصريحات “ملا ابراهيم” التي قال فيها، إنهم اتخذوا القرار بعد مناقشته مع اتحاد الإعلام، والإعلام الرسمي للإدارة الذاتية، والمركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، ومكتب الإعلام للهيئة الداخلية، وتساءل «ما علاقة كل هذه الجهات بالتدخل في قرار هي ضمن صلاحيات دائرة الإعلام وفق قانون الإعلام للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا؟ وكيف لاتحاد الإعلام الحر المشاركة في اتخاذ هكذا قرار وهو المفروض عليه الوقوف ضد الانتهاكات التي ترتكب بحق أيّ صحفي؛ أو مؤسسة إعلامية؟».
وطالب مركز رصد وتوثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكرد السوريين، دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية «بمراجعة قرارها، واتخاذ ما هو لمصلحة المنطقة، والمؤسسات الإعلامية العاملة لديها مهما كانت صغيرة أو كبيرة بحجم وأهمية وكالة الأنباء الفرنسية، ولا ننسى أن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام، كان تحت شعار “المعلومات كمنفعة عامة”».
اقرأ أيضاً: سوريا.. دعوات لإطلاق سراح صحفي مُعتقل