أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

الأسد يشتم الغوطة والشبل تسخر من الجنود .. كيف صوّر الإعلام الرسمي زيارة الغوطة 2018؟

المستشارة سخرت من سهيل الحسن وبشار الجعفري .. والأسد كشف حقيقة شعوره تجاه سوريا

انتشرت اليوم مقاطع مسرّبة أظهرت رئيس النظام السابق “بشار الأسد” خلال زيارته إلى الغوطة الشرقية في آذار 2018 برفقة مستشارته الإعلامية “لونا الشبل” التي فارقت الحياة بحادث سير.

سناك سوري _ دمشق

يظهر الأسد في المقطع الذي بثّته قناة “العربية” وهو يشتم الغوطة الشرقية ويقول “بدها دبح”، في لحظة معبّرة عمّا سبّبته له تلك البقعة الجغرافية من ألم وتأثير على استقرار حكمه.

تسخر “الشبل” من “سهيل الحسن” أبرز قادته العسكريين ومن “بشار الجعفري” سفيره في الأمم المتحدة الذي أطلق عليه موالوه لقب “أسد الدبلوماسية”، ثم يسخر الأسد حتى من لقب عائلته ويقول أنه سيبحث عن حيوان آخر ليلقّب به العائلة بدلاً من “الأسد”، فيما كانت “الشبل” تسخر من جنودٍ تجمّعوا حول سيارته وقاموا بتقبيل يده، فتحوّلوا إلى موضع استهزاء منها بذلّهم أمام بشار الأسد.

مذكرة توقيف فرنسية بحق بشار الأسد في قضية استهداف صحفيين في حمص

كما بدا لافتاً أن بشار الأسد تفاجأ بوجود دبابة على قارعة الطريق دون جنود فيها أو حولها، وغياب أي عناصر عن المنطقة التي كانت تمرّ بها سيارته، ثم تفاجأ بعد ذلك بحاجز عسكري بدا أنه لعناصر “حزب الله”، ليظهر حجم جهله بتفاصيل الميدان والمعارك.

وفي أحد المقاطع المسربة يكشف الأسد عن شعوره بالقرف وليس بالخجل فقط من البلاد، بسبب الأحداث التي جرت فيها، لكن قرفه ذاك زاد من تمسكه بالسلطة والإمعان في دماء أهل البلاد.

كيف صوّر الإعلام الرسمي الزيارة؟

ربما تعدّ هذه من اللحظات النادرة التي تنكشف فيها كواليس زيارة رئاسية، لمقارنة تلك الكواليس التي كانت لتبقى سراً للأبد لولا التسريب، مع الخبر الرسمي الذي أذيع عن الزيارة.

وبالعودة إلى أرشيف وكالة سانا الرسمية، فقد كان الخبر آنذاك يتحدث عن جولة الأسد على “الخطوط الأمامية” في الغوطة ولقاء عدد من “أبطال الجيش”، حيث قال الأسد حينها أن الشعب السوري فخور بكل جندي حمل البندقية للدفاع عن وطنه وفخور بالإنجازات الميدانية التي تتحقق في سبيل استعادة الأمن والأمان وإنقاذ المواطنين السوريين من براثن الإرهاب وداعميه على حد قوله، في وقتٍ كان يشتم فيه الغوطة وأهلها سراً ليظهر حقيقة شعوره تجاه “إنقاذ المدنيين”.

وفي محاولته لرفع معنويات عناصره، كان الأسد يقول لهم أن كل جندي أو طيار ينفذ المهمة الموكلة إليه يغير خارطة السياسة العالمية، بينما تهزأ مستشارته بهم وبولائهم له ومحاولتهم تقبيل يديه.

حسين عرنوس: تفاجأنا بحجم الظلم في سوريا .. والفردية قتلت بشار الأسد

أهالي الغوطة ذاتهم الذين قال سراً “بدهم دبح”، كان يقول أمام الإعلام أن الدولة مسؤولة عن حمايتهم جميعاً وإيلاء الأهمية القصوى للمدنيين في مناطق القتال، ويتحدث عن احتضان الشعب للجيش وحماية الجيش للمواطنين.

هذه الصورة المكتملة للمشهد تظهر التناقض الهائل بين ما يقال أمام الكاميرات لإيصاله للناس، وما يقال خلف الكواليس ليعبّر عن الحقيقة.

الحقيقة أن الأسد كان مستاءً من الغوطة وأهلها لأنهم ثاروا ضده، ومستاءً من جيشه بسبب هزائمه التي أوصلته للحاجة إلى الروس وحزب الله، ومستاءً من سهيل الحسن لأنه يحاول الظهور بمظهر البطل، فيما يقول أنه لا يملك شعوراً تجاه رؤية صوره في الشوارع، معتبراً أن العقل لا يراها، في إشارة إلى أنها باتت جزءاً من اللا وعي لكثرة حضورها حيثما كان، إلا أن أي محاولة من أحد للحضور جانبها كانت إشارة تهديد للأسد يشعر إزاءها بالذعر، وربما يعدّ الكشف عن هذه المقاطع مثالاً عن موقف الأسد من زياراته إلى المناطق وتناقض تصريحاته مع شعوره الحقيقي تجاه سوريا وأهلها الذين ثاروا عليها إلى أن هرب بحماقته وسخفه خارج البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى