الأخوان ريحان بائعا الزهرة المباركة في دمشق
النرجس اللاذقاني يزاحم الياسمين في دمشق
يقصد الشقيقان “علي” و”مازن ريحان”، مدينة “دمشق” بمعدل يومين شهرياً من منطقة “صلنفة” بريف “اللاذقية”، منذ تفتح أزهار النرجس، يقطع الأخوان أكثر من ثلاثمئة كيلو متراً لبيعها في الشام، حيث يزين النرجس شوارع العاصمة شتاءاً، إذ يكثر الباعة المتجولون الذين يعرضون باقات الورد الأبيض الصغير في الطرقات ولكل منهم حكاية ومسقط رأس مختلف.
سناك سوري-صفاء صلال
اختار الأخوين “ريحان” زاوية من زوايا ساحة الأمويين وسط دمشق نقطة لبيع باقات الورد، يقفان تارة ويجلسان تارة أخرى في وضع غير مريح صحياً، منذ بزوغ شمس العاصمة ساعة وصول الحافلة إليها، عازمين ألا يعودا إلى الضيعة إلا خاليا الوفاض من الزهور البرية.
يمسك “أبو يونس” باقة صغيرة من الورد بدون أن يهمس بحرف واحد من شفاه، فهو لا يجيد “فنون التسويق” لوروده حسب تعبيره، يحكي الأخ الأكبر أنه وشقيقه الأصغر يتسلقان قمم جبال صلنفة لقطاف النرجس، ” فالوردة المباركة” حسب وصفه لا تنبت إلا في المناطق الباردة.
اقرأ أيضا: عبد الستار ملك الفستق المحمص.. باع القبوع بربع وبخمسمية ليرة
يتسلم “مازن” زمام الحديث ويردف لـ”سناك سوري”: «نحتاج يومين أو ثلاثة أيام لقطاف كمية جيدة من الورد ثم تسويتها كباقات صغيرة والمجيء بها إلى الشام».
يقدم الأخوان ريحان النرجس بملامح متعبة رغم محاولتهما عدم إظهاره برسم الابتسامة على وجهيهما.
«لا نسعى للربح بقدر ما نسعى لتشمم أهالي الشام لرائحة النرجس فهي رائحة زكية ومفيدة للانسان»، يقول “مازن” ولقبه “أبو علي” الشقيق الأصغر، ويضيف «نبيع الباقة الصغيرة ب500 ليرة سورية ومتوسطة الحجم ب1500 ليرة سورية».
ويردف مبتسماً مع أنه بظل الظروف الاقتصادية «ما ضل باقة ورد بـ 500 ولا بـ 1500ليرة»، ويقول إن موسم النرجس بات مصدر رزق إضافي يعيلان من خلاله عائلتيهما ولو بقدر زهيد.
يختم “مازن” حديثه مع سناك باسترجاعه قصيدة خزنتها ذاكرته من ذكريات المرحلة الابتدائية، يرى أنها تختزل سيرة حياته وشقيقه: «أطلقت أغنامي ترعى وتجتر..والزنبق النامي للفجر يفتر.. والنرجس النعسان من سهرة الأمس .. قد أطبق الأجفان خوفاً من الشمس».
تنقضي ساعات بيع النرجس سريعاً في العاصمة، ليحين موعد العودة إلى صلنفة عند غروب الشمس بعد أن يحقق الشقيقان هدفهما بنشر رائحة الزهرة المباركة بين الدمشقيين، الذين تشتهر مدينتهم بالياسمين.
اقرأ أيضا: بغوطة دمشق عائلة مها ترمم منزلها.. من يرمم جراح الحرب؟