الآلاف ينتظرون من أستانا 7 خبراً عن المختطفين والمعتقلين
سناك سوري – نجيب الشوفي
بعد أن أكدت الخارجية الكازاخية حضور جميع الأطراف للمشاركة في مباحثات أستانة 7 بما فيها الدول الضامنة الثلاث “روسيا-تركيا-إيران” ومشاركة وفود من الولايات المتحدة الأمريكية والأردن والأمم المتحدة كمراقبين كان لا بد من البحث عما يمكن أن تتضمنه هذه الجولة من المحادثات الآملة حل الصراع السوري فيما لم يحدث تغيير في الوجوه المشاركة من وفد المعارضة أو الحكومة السورية.
وحسب ما نقله مراقبون فإن الدول الثلاث الضامنة تتفق على تركيز الجهود باتجاه ملفات عديدة أهمها ملف المعتقلين لدى مختلف الأطراف والمفقودين والمناطق المحاصرة ومصادقة مسودة العمل المشتركة المتعلقة بهذا الملف، بالإضافة للعمل على متابعة نشر مراقبين دوليين في مناطق خفض التصعيد وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في تلك المناطق وبذلك تثبيت الاتفاقات الخارجة عن المباحثات بشكل عام.
تدخل مباحثات أستانة 7 بعد ست جولات سبقتها وعقدت من أجل حل الأزمة السورية سياسياً وذلك بما شهدته من تعقيدات وبدايات مخيبة للآمال ومحاولات الكثيرين لعرقلة سير هذه المباحثات.
بدأت المفاوضات بتشكيك كبير من قبل المراقبين والسياسيين الذين وصفوه بالمؤتمر الذي لا يحظى بالإجماع ولا بالشرعية الدولية وشككت به أيضاً دول أوروبية كثيرة وأيضاً هيئة الأمم المتحدة حين تم الإعلان عنها لأول مرة في العام الحالي.
اقرأ أيضاً: موعد أستانا يقترب … هل اتفقت الأطراف على “إنهاء الحرب”؟
عقد الاجتماع الأول من أستانة برعاية تركية روسية، وبمشاركة إيران والولايات المتحدة بالإضافة لطرفي النزاع السوري، وشهد حضور المعارضة المسلحة للمؤتمر محل خلاف كبير بين فصائلها التي اتفقت على الحضور برفض جبهة النصرة وبعض الكتائب الإسلامية التابعة لها، وتمحور المؤتمر حول البحث عن وقف لإطلاق النار في سوريا والذي اتفق عليه في أنقرة، أما في الجولة الثانة بعد شهر تقريباً جرى الاتفاق بين روسيا وإيران وتركيا على إنشاء آلية حازمة لمراقبة وقف إطلاق النار، لكن المحادثات انتهت حينها دون صدور بيان ختامي.
وشهدت المرحلة الثالثة من المفاوضات عدم حضور الجانب المعارض معللاً السبب بتقديم عدد من البنود كشرط للمشاركة بأي جولة مقبلة من المحادثات وكان أهم شروطه تنفيذ وقف إطلاق النار الذي تزامن مع ترحيل المسلحين وعوائلهم ومن يرغب من حي الوعر في حمص إلى مناطق في شمال وشمال غرب سوريا، وانتهت المفاوضات السابقة في “أستانة 3” بتشكيل لجنة ثلاثية لوقف إطلاق النار تضم “روسيا-تركيا-إيران”.
أما الجولة الرابعة فقد حملت توقيع الاتفاق الأهم ربما في خارطة الحل للأزمة السورية حيث اتفقت الدول الراعية على توقيع مذكرة تفاهم لـ “خفض التوتر” ضمن أربع مناطق في سوريا وأكدت المذكرة على إقامة قطاعات آمنة عند حدود مناطق خفض التوتر لمنع أي مواجهة عسكرية، فيما دار خلاف حول تلك القوات حيث دعت روسيا لاستخدام شرطتها العسكرية في ذلك الأمر وأما عن الجانب الإنساني دعت الوفود المشاركة إلى توفير ممرات آمنة للمدنيين بين مناطق سيطرة الحكومة – والفصائل المسلحة وعودة اللاجئين إلى ديارهم وإيصال المساعدات الإنسانية.
اقرأ أيضاً: الجربا في روسيا يريد كرسياً في أستانا؟
حملت الجولة الخامسة رسماً لحدود مناطق خفض التوتر وتثبيتاً لوقف إطلاق النار المعلن سابقاً وتحديد ثلاث مناطق هي “مناطق في محافظتي درعا والقنيطرة – الغوطة الشرقية – مناطق في محافظة حماة” وتم تحديد مدة ستة أشهر قابلة للتمديد بموافقة الدول الضامنة.
وبدخول إدلب اتفاق “خفض التوتر” في الجولة السادسة منها بدأ الخلاف الكبير بين هيئة تحرير الشام وبين باقي الفصائل المسلحة كون الهيئة موجودة على لوائح الإرهاب بالنسبة للطرف الآخر وللدول الضامنة أيضاً، بالإضافة لفتح ملف المعتقلين والذي اتفق الوفود على العمل عليه في أستانة 7.
اقرأ أيضاً: اعتراض حكومي على وثيقة المعتقلين في مفاوضات أستانا-6
نجحت مفاوضات أستانة بالتوصل لوقف إطلاق النار واتفاق مناطق خفض التوتر، بالإضافة للتوافق على حدود مناطق خفض التوتر وضم محافظة إدلب أقوى معاقل المعارضة السورية للاتفاق، ويأمل أهالي آلاف المختطفين والمعتقلين والمفقودين في أن تنجح هذه الجولة بكشف مصير أبنائهم وإطلاق سراحهم.