المفاوضات بين معتصمي حمص وإدارة المعمل تفضي لاتفاق بإيقاف العمل بقسم الكبريت وإيجاد حل للضرر الصحي والبيئي
سناك سوري _ حمص
نجح اعتصام أهالي بلدة “قطينة” في ريف حمص بدفع الجهة المستثمرة لمعمل الأسمدة إلى التوقف عن العمل مبدئياً لحين إيجاد حل للمشكلة الصحية والبيئية التي يتسبب بها هذا المعمل.
حيث أكد مصدر محلي لـ سناك سوري أن المعمل متوقف عن العمل حالياً لليوم الثالث على التوالي، مشيراً إلى مفاوضات خاضها ممثلون عن الأهالي مع المستثمر الروسي للمعمل ويبدو أنها حققت نتائج إيجابية حتى الآن.
وذكر المصدر الذي شارك في الاجتماعات مع الشركة الروسية في حديث لـ “سناك سوري” أن عدة اجتماعات جرت مع الجانب الروسي لبحث موضوع صيانة المعمل عقب الاعتصام الذي شهدته البلدة، حيث نقل شبان البلدة صورة الوضع المأساوي الناتج عن دخان المعمل والذي تسبّب بأذىً لأهالي البلدة ولبيئتها.
وأضاف المصدر أن الاجتماعات المتكررة كانت تشهد تحسناً ملحوظاً في كل لقاء، منوهاً بتجاوب فاق توقعاتهم من الجانب الروسي الذي وعدهم بإجراء الصيانة خلال فترة زمنية محددة بنحو 6 أشهر مشيراً إلى أن الصيانة ستمثّل حلاً جذرياً لمشكلة التسريب، آملين التزام الوعود.
من جهة أخرى أوضح المصدر أن قسم الكبريت في المعمل وهو القسم المسؤول عن الروائح والتسريب سيتوقف عن العمل خلال فترة الصيانة وستستمر الأقسام الأخرى التي لا تصدر روائح أو تلوث أثناء عملها، لافتاً إلى أن الإهمال على مدى السنوات وعدم إجراء الصيانة الدورية تسببا بتفاقم الوضع السيء للمعمل.
ويعاني أهالي البلدة الواقعة في ريف “حمص” الجنوبي الغربي منذ فترة طويلة من أثر الدخان الصادر عن المعمل أثناء تشغيله وقد تسببت السموم التي يحملها دخان المعمل بحالات اختناق وانتشار لأمراض في الصدر والتنفس بالإضافة إلى تضرّر مزروعات البلدة وبيئتها.
من جانبها لم تقم الشركة الروسية بإجراء الصيانة المطلوبة للمعمل كي يتم تشغيله دون أن يصدر عنه أي تسريب، وقد سبق لأهالي البلدة أن طالبوا الشركة تركيب العوادم اللازمة وصيانة المصافي لوقف التسريب إلا أن الشركة لم تستجب لمطالب الأهالي.
اقرأ أيضاً:معتصمو حمص يصدرون بياناً… نريد حياة صحية وبيئة سليمة لا يضر بهما معمل
الاعتصام
تزايد حالات الاختناق وسوء الوضع البيئي الذي وصل إلى حد استعمال بعض المواطنين الكمامات لتخفيف السموم إلى جانب عدم استجابة الشركة دفع الأهالي إلى الخروج باعتصام أمام المعمل أواخر الشهر الماضي احتجاجاً على التسريب والمطالبة بإيقاف المعمل حتى إتمام إجراءات الصيانة.
واستمر اعتصام الأهالي بضعة أيام طالبوا خلالها بحضور وزير البيئة والمحافظة وغيرهم من المعنيين لمعاينة الوضع على الأرض ووضع حد للكارثة الصحية والبيئية التي أصابت بلدتهم وفق ما نقلت مصادر محلية لـ “سناك سوري”.
وقام على إثر الاعتصام كلّ من وزير الصناعة “محمد معن جذبة” ومحافظ حمص “طلال البرازي” بزيارة البلدة والاجتماع مع الأهالي وقدّموا وعوداً بتكثيف جهودهم للتعاون مع الأهالي في هذا الملف حتى الحصول على نتيجة تنهي الضرر الصحي للسكان ولا تؤثر على إنتاجية المعمل الذي يحتاج إلى الصيانة اللازمة للاستمرار بالعمل بشكل طبيعي.
يأمل سكان “قطينة” أن يكونوا قد اقتربوا من الوصول إلى حل ينهي معاناتهم ويضع حدّاً للكارثة البيئية والصحية التي تعيشها بلدتهم منذ فترة طويلة.
اقرأ أيضاً:عاجل: اعتصام لعشرات المواطنين في حمص ويهددون بعدم التحرك قبل الاستجابة لمطالبهم