استهداف القنصلية الإيرانية يشعل المنطقة.. طهران تتوعّد وواشنطن تتنصّل _بانوراما الأسبوع
الاحتلال يبحث عن انتصار في سوريا.. وخامنئي يهدد بصفع الاحتلال
شهد الأسبوع الماضي تصعيداً غير مسبوق خلال سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية عبر استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
سناك سوري _ دمشق
وقالت وزارة الدفاع السورية في بيانها الرسمي عن الهجوم. أن وسائط الدفاع الجوي تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها. وأضاف البيان «أدى العدوان إلى تدمير البناء بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله».
في حين سارع وزير الخارجية السوري “فيصل المقداد” للتواصل مع نظيره الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” معرباً عن إدانة العدوان. مؤكداً وقوف دمشق إلى جانب طهران في وجه ما تتعرض له من اعتداءات تعبّر عن حالة الهيستيريا التي يمر بها كيان الاحتلال جراء فشله الذريع في حربه على غزة وفق “المقداد”.
بينما قدم وفد وزاري سوري ترأسه رئيس الحكومة “حسين عرنوس” التعازي بضحايا العدوان في مقر السفارة الإيرانية.
كما أكد الرئيس السوري “بشار الأسد” في اتصاله مع نظيره الإيراني “إبراهيم رئيسي”. أن « ما قام به الكيان الصهيوني من استهداف لمقر بعثة دبلوماسية. في منطقة تعج بالمدنيين ليس بالأمر المستغرب. فهذا الكيان بُني على القتل وسفك الدماء والتهجير والسلب. وما الإبادات الجماعية والمجازر المستمرة في غزة منذ أكثر من ستة أشهر إلا أوضح دليل على همجية هذا الكيان» .
حصيلة الخسائر
أعلن الحرس الثوري الإيراني أن القصف الإسرائيلي أودى بحياة القيادي في فيلق القدس العميد “محمد رضا زاهدي”. ومساعده العميد “محمد هادي حاج رحيمي” إلى جانب 5 مستشارين عسكريين في الحرس الثوري.
وعود بالرد
قال المستشار الأعلى لقائد القوات الإيرانية اللواء “يحيى صفوي” أن العقاب المؤلم من قبل رجال المقاومة الإسلامية لقاء استهداف القنصلية أمر حتمي لا مفر منه على حد تعبيره.
كما قال الرئيس الإيراني أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية لن تمر دون رد. فيما كتب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية “علي خامنئي” عبر منصة إكس إن بلاده ستجعل الصهاينة يندمون على استهداف القنصلية في دمشق. وأنهم سيتلقون صفعة على فعلتهم وفق حديثه.
إدانات دولية
وتهافتت سلسلة من بيانات الإدانة العربية والدولية عقب الهجوم. حيث صدرت بيانات من “الإمارات والسعودية وقطر والأردن والعراق والكويت وباكستان وكوبا” تدين الهجوم. الذي يعد خرقاً للقوانين الدولية التي تمنع استهداف مقار البعثات الدبلوماسية.
مجلس الأمن يجتمع
الإدانة الأبرز للعدوان جاءت عبر روسيا والصين. وانعقد مجلس الأمن الدولي بطلب من “موسكو” التي طالب مندوبها في المجلس” فاسيلي نيبنزيا” بإدانة الهجوم الإسرائيلي في مجلس الأمن لكن رفض “الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا” حال دون ذلك.
علماً أن الاتحاد الأوروبي أصدر بياناً أدان فيه الهجوم وقال أنه يتعين احترام حصانة المباني والشخصيات الدبلوماسية والقنصلية، ودعا إلى ضبط النفس.
تنصل أمريكي
أما الولايات المتحدة فقد نفت صلتها بالهجوم. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض” جون كيربي” إن بلاده لا علاقة لها بالضربة في دمشق ولم تكن ضالعة فيها بأي شكل من الأشكال وفق حديثه. بينما حذّر الممثل المناوب للولايات المتحدة للشؤون السياسية الخاصة في الأمم المتحدة “روبرت وود”. من استهداف إيران للمصالح الأمريكية رداً على الهجوم الذي استهدف قنصليتها.
في وقت نقلت فيه شبكة “سي ان ان” عن المتحدث باسم قوات الاحتلال “دانييل هاغاري” قوله أن المبنى المستهدف في العاصمة السورية. كان مبنى عسكرياً لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأنه لم يكن سفارة ولا قنصلية وفق حديثه. علماً أن كيان الاحتلال لم يعلن مسؤوليته رسمياً عن القصف.
العدوان على حلب
وسبق استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق عدوان إسرائيلي آخر وقع يوم الجمعة الماضي استهدف ريف “حلب”. وقالت وزارة الدفاع السورية أنه تزامن مع هجوم لمسلحي “جبهة النصرة” على نقاط عسكرية بريف “حلب” الغربي.
وأفادت الوزارة أن قوات الجيش تصدت للهجوم الذي شارك فيه مسلحو “كتيبة الغرباء التركستان”. مضيفة أن هجوماً آخر وقع في توقيت متزامن أيضاً وشنّه عناصر من” داعش” مستهدفين نقاطاً للجيش في محيط “تدمر”.
البحث عن انتصار
ساهم طول أمد العدوان على غزة في إحراج كيان الاحتلال الذي توعد في البداية أنه سيقضي على المقاومة في غزة كلياً. ووضع ذلك في مقدمة أهدافه من الحرب. بينما لم يكن له ما يريد بعد 6 أشهر ارتكب خلالها كافة أنواع المجازر والجرائم والانتهاكات بحق المدنيين وبقي رغم ذلك مفتقداً لانتصاره المنشود.
ومع تعقد مسألة اقتحامه لـ”رفح” التي بقيت كآخر ملاذ للمدنيين الفارين من المجازر. وتزايد الضغط الدولي على الاحتلال للامتناع عن اجتياحها والقبول بوقف لإطلاق النار. فقد وجدت حكومة “نتنياهو” نفسها بحاجة لانتصار ما تحاول فيه على الأقل إرضاء الجبهة الداخلية التي صارت تشكل عبئاً أكبر على الحكومة. مع تعالي الأصوات المعارضة لما يفعله “نتنياهو” في غزة. وطريقة إدارته للحرب ولملف الرهائن.
وقد تكون هذه العوامل دافعاً كافياً لحكومة الاحتلال من أجل التجرؤ على ضرب مقر دبلوماسي في سوريا. مع رمزية أن القنصلية تعتبر أرضاً إيرانية وفقاً للقوانين الدولية. والمغامرة بهذه الدرجة من التصعيد بحثاً عمّا يمكن تقديمه للرأي العام الإسرائيلي بأنه إنجاز عسكري يعوض العجز عن تحقيق هدف القضاء على المقاومة في غزة.
وتبقى احتمالات الرد الإيراني مفتوحة دون سقف زمني أو توقعات بالأهداف المحتملة. لكن حرارة الجبهة السورية مع الاحتلال لا يتوقع لها الانخفاض. وقد ينذر ما جرى في القنصلية بعواقب أخطر في حال لم يتم إنقاذ المنطقة بصيغة اتفاق على التهدئة.