
في فيديو أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه استفزازي، وفقا لما وصفه غالبية متابعي السوشل ميديا، خرج اليوتيوبر السوري المقيم في “بريطانيا”، “يوسف قباني”، وهو يرتدي زيا دينياً يجول في العاصمة “دمشق” برفقة “كومة نقود” وحارسان شخصيان، ليوزع النقود على “الفقراء” كما قال، داعيا الجميع للاقتداء بالتجربة وتعميمها “وهيك مابيضل فيه فقر” على حد تعبيره، ما أثار غضبا كبيرا في السوشل ميديا واتهامات له بإذلال الناس بحثا عن الشهرة.
سناك سوري-دمشق
مشاهد “السيلفي” مع اليوتيوبر السوري تفوقت على مشاهد توزيع النقود، بينما حرص الحارسان الشخصيان على إعادة الغطاء على رأس “قباني” كلما انزاح عنه قليلاً، في الوقت الذي أظهر الفيديو العديد من المشاهد الاستفزازية التي تنتهك النفس البشرية، كما حين حاول أحد الأشخاص النزول لتقبيل قدم اليوتيوبر السوري حتى يحصل على الظرف الذي لم يكشف “قباني” عن قيمة النقود بداخله.
في الدقيقة الـ6 و50 ثانية، يظهر صوت يقول: “بس عرفونا عن حضرتكم شو عمتشتغلو”، ثم يتوقف الفيديو قليلا مع عبارة “تم إيقاف الفيديو لأسباب خاصة”، ما يوحي بوجود إحدى الجهات المختصة التي اقتربت لتسأل عن سبب التصوير كما يبدو، قبل أن يعود الفيديو للمتابعة بالمشاهد ذاتها، توزيع النقود على الناس دون أدنى احترام للقيم ومراعاة مشاعر الآخرين، واحترام حاجتهم.
اقرأ أيضاً: يوتيوبر سوري يحدث ضجة في اللاذقية
الفيديو كتير خطير
في بداية الفيديو يظهر “قباني” بين حارسيه الشخصيان، وهو يقول إنه يريد أن يعد “فيديو كتير خطير”، وشرح فكرته بالتوجه إلى الأماكن “الفقيرة” على حد تعبيره لتوزيع النقود على الناس، وطالب من الجميع الاقتداء بالتجربة لدعم “بعضنا البعض” على حد تعبيره.
ثم يظهر بالفيديو “يوسف قباني” وحارسه الشخصي يفتح له باب سيارة فارهة ليجلس في المقعد الخلفي ويقول للسائق: “خدني عالأماكن الفقيرة”.
ردود فعل غاضبة
شهد الفيديو الذي تم بثه مساء أمس السبت، ردود فعل غاضبة من غالبية المتابعين الذين أدانوا ما قام به اليوتيوبر السوري، واعتبروه انتهاكا للناس، ليخرج “قباني” في بث مباشر ويوضح الأمر من وجهة نظره.
واعتبر “قباني” أن الفيديو مجرد توعية للناس وتجربة اجتماعية، متسائلا: “مابعرف ليش البعض أخدوه بطريقة مو حلوة”، وأضاف: «أنا ضمن هالفيديو حبيت ورجي الناس شعبنا شلون عايش، كرمال الشعب العربي يعرف لازم نساعد بعضنا ومو لازم يضل فقر بهالبلد»، مؤكداً أنه أخذ إذن كل شخص ظهر في الفيديو، لعرضهم عبر قناته في اليوتيوب.
“قباني” قال إن خطأه الوحيد كان حمل النقود في يده بتلك الطريقة، ووجه اعتذاراً عن هذا المشهد فقط، وأضاف مبرراً وجود الحارسين الشخصيين، بأنه شخص مشهور «وأي شخص مشهور أو معروف بتجي ناس بدها تضربوا فأنا جبت الحراس ليكون في دفاع بحال صار شي»، وتابع: «مابعرف كيف هيك الشعب بيفكر».
بسطة جرابات
الفيديو أثار ردود فعل أخرى من نوع مختلف، حول حرية الإعلام والتصوير في “سوريا”، حيث قال “سامر يوسف” مدير إذاعة شام إف إم المحلية المقربة من الحكومة: «لما إذاعة مرخصة وبتعرف الحدود اللي بتشتغل فيها ضمن القوانين المعمول بها في الجمهورية العربية السورية، متل شام إف إم بتطلب موافقة للتصوير كرمال مواد لموقعها الإلكتروني وحساباتها على السوشال ميديا ، بيجيها الجواب مع التريث ، بينما لايتريثوا في منح موافقات تصوير تظهر الشعب السوري شحاد وموافقات تصوير لمواد في قمة القرف والسخافة والتفاهة بتعرف إنو وبمناسبة يوم الإذاعة العالمي أفضل شغلة بتعملها، بمناسبة هذا اليوم المبارك ، إنك تسكر وتروح تفتح بسطة جرابات أشرف إلك».
كما هاجم العديد من المتابعين اليوتيوبر السوري، متسائلين كيف استطاع أن يصور في “دمشق” بتلك الحرية ويعرض تلك الصور المذلة للمواطنين السوريين.
اقرأ أيضاً: يوتيوبر كويتي يجمع تبرعات للاجئين في الشرق الأوسط من بينهم السوريين