أثارت الحلقة التي بثتها قناة السورية الرسمية، حول واقع الكهرباء في “حلب”، جدلا كبيرا في السوشل ميديا، خصوصا أنها جاءت بعد فيديو الصناعي الحلبي وغضبه خلال اجتماع مع مسؤولي الكهرباء في المحافظة مؤخراً، وسط تساؤلات لماذا تعمد الإعلام الرسمي تجاهل وجود الصناعي الذي أثار موضوع الكهرباء في الفيديو.
سناك سوري-دمشق
الحلقة التي قدمها الإعلامي “فؤاد إزمرلي”، واستضاف خلالها كل من مدير المنطقة الصناعية في “حلب”، “حازم عجان”، ومدير نقل الكهرباء بالمنطقة الشمالية، “حسام حاج اسماعيل”، ومدير شركة كهرباء “حلب”، “محمود خطاب”، سأل فيها “إزمرلي” عن الفيديو المتداول لأحد الصناعيين (لم يذكر اسمه)، والذي كان غاضبا “رغم كل ماذكر في الحوار سابقا عن البنى التحتية والواقع” على حد تعبير الإعلامي، وطالب من الضيوف توضيح حقيقة ما جرى، واستمع إلى جانبهم من الرواية دون أن يتيح الفرصة للصناعي بتوضيح مشكلته عبر الإعلام، وهي النقطة التي أثارت الجدل في الحلقة بين الناشطين.
“حاج اسماعيل”، ردّ على “إزمرلي” وعرض روايته لما حدث، وأكد إنهم يعقدون اجتماعات دورية مع الصناعيين للوقوف على مشاكلهم، وعن تفاصيل الفيديو، قال مدير نقل الكهرباء بالمنطقة الشمالية: «كان هناك 70 صناعي تقريبا موجود، وطلبوا التغذية على مدار 24 ساعة حتى بأيام العطل، وهذه التغذية تكون على حساب المواطنين، وفي كل سوريا يتم فصل التغذية عن المناطق الصناعية من مساء الخميس وحتى السبت، ليتثنى توجيهها للاستخدام المنزلي».
وأضاف أن من بين المطالب، توضيح أسباب ارتفاع أسعار الكهرباء وتفاوتها بين فئات الصناعيين، كذلك طالبوا بالإعلام عن أي عطل قبل حدوثه، وهو أمر اعتبره حاج اسماعيل” ممكنا خلال عمليات الصيانة التي من المعروف متى تبدأ ومتى تنتهي، إلا أنه غير ممكن وقت الأعطال الطارئة التي تتم فجأة ولا يستطيعون التنبؤ به.
وفي نهاية اللقاء، قال مدير شركة كهرباء “حلب”، إنهم مستعدين لمنح الكهرباء للصناعيين 24 على 24، وأضاف: «لكن هل هني بيقبلوا يحرموا أهلهم من الكهرباء».
اقرأ أيضاً: التقنين الكهربائي يهدد أرزاق الحرفيين والفاتورة يدفعها المواطن
الشهابي: تبرير الخطأ
رئيس غرفة صناعة “حلب”، “فارس الشهابي”، قال إن الحلقة كانت «ضعيفة لتبرير الخطأ و تجميل المخطئ وتهميش صاحب الوجع و مطالبه المحقة»، واعتبر في منشور له أن «الحكومة تتحمل مسؤولية إصلاح الاعطال الكهربائية في المدن الصناعية و لهذا يدفع الصناعيون ما يترتب عليهم من أموال.. و هناك تأخر غير مبرر بالاصلاح تسبب بضرر لحوالي ٣٠٠ منشأة».
وفي ختام منشوره تساءل، لماذا لم يدعَ أحد من الصناعيين خصوصا المتضررين إلى الحلقة، رغم أن من واجبات الإعلام الرسمي عرض وجهة نظرهم، وأضاف في تعليق آخر: «الأعذار التي ذكرت غير مقبولة و غير مفهومة. كان من المفروض وجود شخص يمثل الصناعيين و ملم بواقع الشبكة ليس للجدال والملامة بل لشرح المشكلة و ايجاد الحلول. نحن لم نطالب يوماً بأخذ حصة من السكني بل باصلاح الاعطال ضمن حصتنا».
وأتت غالبية التعليقات، مهاجمة للإعلام الرسمي الذي لم يتح المجال للصناعيين لعرض وجهة نظرهم، وبدا وكأنه منحاز لفئة معينة، وبعض التعليقات اعتقدت أن الحلقة تم بثها على قناة “سما” وليس الإعلام الرسمي، بينما قال الإعلامي “محمد سليمان”: «المهم ياجماعة التلفزيون السوري حب يعرف قصة الفيديو تبع صناعيي حلب يلي صار تريند، وحب يعرف ليش كان معصب، (أي شو عمل)، استضاف مدير الكهربا تبع حلب وما استضاف الزلمة، (أي وشو قال)، قال الزلمة بدو نعرف العطل قبل ما يصير، يعني طلع الزلمة مو عرفان شو عم يحكي،(أي الله يفرج)».
اقرأ أيضاً: فارس الشهابي: التقنين الكهربائي يعيق تعبئة أسطوانات الأوكسجين
إعلام دولة
وكان وزير الإعلام “بطرس حلاق”، قد تحدث سابقا عن وجود خطة لتعزيز مفهوم إعلام الدولة والابتعاد عن الإعلام الحكومي، إلا أن تلك الخطة لم تظهر سابقا في طريقة تعاطي الإعلام الرسمي مع مسألة رفع الدعم، كذلك لم تظهر اليوم في لقاء مناقشة واقع الكهرباء دون حضور الطرف الآخر فيها وهو صاحب المشكلة متمثلا بالصناعيين.
الإعلام الورقي أقوى
وللأمانة، فإنه ورغم إغفال حلقة الإعلام الرسمي المرئي عن عرض وجهة نظر الصناعي “الغاضب” كما وصفه الإعلامي “إزمرلي”، إلا أن صحيفة الجماهير المحلية الصادرة في “حلب”، تفردت بنقل وجهة نظر الصناعي كاملة في إحدى موادها عقب تداول الفيديو الجدلي للصناعي وهو يخرج من اجتماع مع مسؤولي الكهرباء، بعد تلاسن معهم.
فلماذا لم يهتم الإعلام الرسمي بجمع طرفي المشكلة، خصوصا أنه فندها عبر وسيلتين إعلاميتين، الأولى ورقية عرضت وجهة نظر الصناعي، والثانية مرئية عرضت وجهة نظر اللأطراف الحكومية المعنية، في الوقت الذي كان يجب الإحاطة بالموضوع بكافة تفاصيله في مادة واحدة أو حلقة واحدة، فهل هو “تضارب” في وجهات النظر الإعلامية الرسمية، أم أنه متعمد؟.
اقرأ أيضاً: تضامن مع الصناعي السوري الذي خرج غاضبا من اجتماع مع مسؤولي الكهرباء