الرئيسيةفن

بنات الليل في الدراما السورية.. خلف الإغواء عالم من القهر

هل شعرتم بالتعاطف مع "بنات الليل" بعد مشاهدة عمل درامي حولهنّ؟

لم تتمكن إضاءة الملاهي الليلية من التغطية على العالم الحقيقي لـ”بنات الليل”. المليء بالأحلام والخذلان والضعف والظروف، لدرجة يمكن أن تُلغي الكثير من الأحكام المسبقة حول هذه الفئة من النساء. إذ تُظهر غالبية الأعمال أن الظروف هي من دفعتهنّ للدخول في هذا العالم الذي لم يخترنه بمحض إرادة.

سناك سوري _ ناديا المير محمود

حكايا كثيرة روتها نصوص أعمال الدراما السورية حول بنات الليل وحياتهن وأحدثها زمنياً “كسر عضم“. عام 2022 للمخرجة “رشا شربتجي”، وتابعنا تفاصيل بيت الدعارة التي تقيم به الفتيات الثلاثة بإشراف “رنا جمول” التي أدت شخصية القوادة “أم وردة”.

وتجاوزت الشخصيات الحوارات المتعلقة بشروط مهنتهن من إيحاءات جنسية وألاعيبهن الخاصة لكسب المزيد من الزبائن. فسمعنا منهن أحلام فتيات لم تتح لهن أقدارهن تحقيقها، وتلك الأقدار ذاتها لم تتمكن من محوها في عقولهن.

ونجحن ربما بإيصال غايات كاتب العمل “علي معين الصالح” بتسليط الضوء على نقطة البياض المحاطة بمئات الأمتار من اللون الأسود القاتم.

هيام ما بين الرقص والأمومة

قدمت الفنانة “ناظلي الرواس” في عشارية “وثيقة شرف“، شخصية “هيام” التي نراها ترقص في الملهى الليلي مساءً. وتؤدي دور الأم لفتاة جامعية صباحاً، فكانت الأم القاسية التي لا تريد من ابنتها أن تتأثر بها أو بعملها الليلي. لكن للأسف لم تنجح “هيام” بإبعاد ابنتها عن عالمها، إذ أن حبيبها تركها بعد أن اكتشف ماذا تعمل والدتها.

بالمقابل، لم تتمكن “هيام” من القضاء على حاجتها كأنثى تواقة لمشاعر الحب الصادق. ووقعت في حب “بركات _ مهيار خضور” إلا أن الحب لم يكن مسالماً معها ولم تظفر بفرصة الفوز به. في عمل من تأليف الكاتبان “مؤيد النابلسي” و”عثمان جحا”، وبعدسة المخرج “باسم السلكا”.

قدمت الفنانة “ناظلي الرواس” في عشارية “وثيقة شرف“، شخصية “هيام” التي نراها ترقص في الملهى الليلي مساءً وتؤدي دور الأم  القاسية لفتاة جامعية صباحاً

“أساور” وحماية نفسها

بعد أن اعتاد جمهورها على رؤيتها في شخصيات كوميدية، إلا أن “شكران مرتجى” كسرت تلك القاعدة وقدمت عام 2003 دور “أساور”. في مسلسل “ذكريات الزمن القادم” للمخرج “هيثم حقي”.

ولو عمت الكوميديا على بعض تفاصيلها إلا أنها حين اعتلت مسرح الكازينو كانت بعيدة عن الابتذال. حسب ما تم نقله من صور عن العاملات في هذا المجال.

فعيناها لم تخفيا فقر الحال الذي كانت تعيشه لتعيل عائلتها ولا حتى من قتل حبها لـ” محسن غازي”. ومحاولاتها الكبيرة للحفاظ على نفسها ضمن عالم الليل وإغراءاته.

وما سبق لا يتعدى سوى بضع أمثلة من أعمال تناولت حياة بنات الليل بصورة أو بأخرى، ولكنها كانت كفيلة. بإثبات مهارة صناع الدراما السورية بالكشف عن جوانب بنات الليل المخفية. اللواتي يعانينَ الحكم المسبق دون أدنى مراعاة للدوافع الأساسية التي وضعتهن في هذا المكان.

https://youtu.be/9Nyug7MfeHM

زر الذهاب إلى الأعلى