عدسات الكاميرات تغيب عن المنطقة العازلة.. ولا مؤشرات عن تطبيق الاتفاق فعلياً رغم بلوغ موعده
سناك سوري _ محمد العمر
بعد مضي يوم على انقضاء المدة المتفق عليها بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين و التركي رجب طيب أردوغان لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب خيّم صمت ثقيل على خطوط الجبهات المترامية الأطراف بين إدلب و حلب و حماة و اللاذقية هذا الصمت زاد الوضع غموضاً و ترافق مع صمت الجهات المعنية بالاتفاق عن تجاوز المدة المتفق عليها في سوتشي.
حيث لم تفرد وسائل الإعلام اليوم الكثير من المساحة للحديث عن المنطقة ودخول الاتفاق فعلياً حيز التنفيذ اعتبارا من يوم الأمس، فلا عدسات الكاميرات جالت في المنطقة، ولا الدول الضامنة للاتفاق تناولت الموضوع في تصريحاتها لهذا اليوم على أنه حدث مفصلي أو هام، بل مر مرور الكرام، حتى ظن البعض أنها منطقة منزوعة عدسات الكاميرات وليس السلاح، ما يشير بوضوح إلى أن الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ فعلياً.
الجانب التركي بدا منشغلا بقضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي و لم يبد موقفاً من الفصائل التي لم تلتزم بالتنفيذ و على رأسها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) التي قالت في بيان لها أنها ستستمر في القتال و لن تسلم سلاحها و حذرت من مراوغة “روسية” دون أن تسمي الاتفاق مباشرة.
فيما يبدو الاتفاق اختباراً لسلطة “تركيا” على الفصائل المعارضة التي تدعمها، رغم أن فصائل أخرى أعلنت التزامها الكامل بالاتفاق.
اقرأ أيضاً: “تحرير الشام” ترفض اتفاق “إدلب”
وحدها قناة “سي إن إن” الأمريكية دخلت إلى المنطقة العازلة من جهة الفصائل والكتائب الإسلامية لرصد عملية سحب الأسلحة الثقيلة، و أكد المتحدث باسم فيلق الشام “سيف الرعد” للقناة أن الفصائل سحبت سلاحها الثقيل و تلتزم بالاتفاق بضمانات تركية يوافق عليها الشعب في مناطق المعارضة لأن الناس قد تعبوا من الحرب.
على الضفة الأخرى تنتظر الحكومة السورية القرار الروسي تجاه الاتفاق حسب وزير الخارجية “وليد المعلم” الذي لوّح في الوقت ذاته بأن لدى الحكومة السورية خيارات أخرى في حال لم تلتزم الفصائل المعارضة بالاتفاق مشيراً إلى الحل العسكري.
الجانب الروسي بدا متحلّياً بالصبر و أكثر مرونة تجاه السقف الزمني حيث قال المتحدث باسم الرئاسة الروسي “ديميتري بيسكوف” اليوم أنه من المستحيل أن تتم الأمور بسلاسة كاملة دون أي عوائق و رغم ذلك فالعمل جارٍ مشيداً بالدور التركي في التنفيذ قائلاً بناءً على المعلومات التي تصلنا من قواتنا العسكرية، يتم تنفيذ مذكرة التفاهم و الجيش الروسي راضٍ عن الطريقة التي يتعامل بها زملاؤنا مع المسألة” دون أن يحدد سقفاً زمنياً لنهاية الصبر الروسي في حال بقي الوضع على حاله.
الأهالي تنفسوا الصعداء بعد هذا الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ، إلا أن هذا الواقع محاط بهواجس كثيرة لايبدو أنها تبددت بعد في مقدمتها وجود جبهة النصرة وحلفائها من التركستان وحراس الدين في المنطقة المنزوعة.
اقرأ أيضاً: الطريق الوعر نحو المنطقة المنزوعة السلاح