أخر الأخبارالرئيسيةرأي وتحليل

إيش يعني سوري؟ .. البلاد التي تواجه سؤال الهوية من قاتلها

مواطن يُقتل في طريقه إلى ربطة الخبز .. ومقاطع توثّق تلذّذ القتلة بجرائمهم

هزَّ مقطع مصوّر يوثّق جريمة قتل في “السويداء” وجدان السوريين حيث أظهر الضحية وهو يخاطب قاتله الذي يسأله عن طائفته بعبارة أنا سوري فيسأله القاتل “إيش يعني سوري”.

سناك سوري _ محمد العمر

“السوري” لا يعني شيئاً للقاتل، هذه الهوية لا تعنيه إذ يسأل عن الطائفة التي من خلالها يصنّف البشر ويقتلهم على أساسها، والضحية الذي أجاب في نهاية المطاف أنه درزي لقي حتفه برصاص غدر مباشر من القتلة.

مشاهد الانتهاكات المروّعة التي جاءت من “السويداء“، وثّقت الكثير من جرائم القتل خارج نطاق القانون وبظهور القتلة بوجوههم الواضحة يتفاخرون بارتكاب الجريمة وهم يطلقون صيحات التكبير، وكأنهم في “غزوة” مع عدو خارجي كافر، لا يعنيهم أنه “سوري” يشاركهم “الوطن” لمجرد أنه من طائفة أخرى ويحمل قناعات وعقائد لا تشبه إيمانهم فيحلّ لهم قتله ببرود.

سأل القاتل سؤالاً بديهياً “إيش يعني سوري؟”، والطبيعي أن يفعل ذلك ونحن ما زلنا مختلفين على سؤال الهوية في بلادٍ انتزعت منها هويتها وضاعت بين العقائد والمعتقدات، وأصبح تصنيف أهلها على أساس طريقة صلاتهم وشكل مخاطبتهم للسماء، فالطائفة هي الهوية الأولى في السؤال وعلى أساسها يقرر صاحب السؤال أن يطلق رصاصه أم لا.

في مقطع مصوّر آخر يقول رجل لقاتله أنه خرج لشراء الخبز فيطلق الرصاص عليه مباشرةً ويرديه قتيلاً وهو يضحك، معتبراً أنه “يجاهد” ولن يرحم “الكفار”، حتى أن زميله يعاتبه بعد الجريمة لأنه لم يترك لضحيته فرصة لإكمال جملته الأخيرة.

ضمن الفظائع التي ارتكبت أيضاً، مقطع شهير يوثّق عملية إعدام بطريقة جديدة يجبَر فيها الضحايا على إلقاء أنفسهم من الطابق الرابع بينما يطلق عليهم القتلة النار أثناء سقوطهم.

هذه المشاهد تحدث في “سوريا”، هذه البلاد التي تفاخر بأنها ابنة 12 ألف عام من الحضارة، وأن أبناءها كتبوا الأبجدية الأولى في العالم، تواجه اليوم سؤالاً من قاتلٍ جاهلٍ مجرم “إيش يعني سوري”.

زر الذهاب إلى الأعلى