الرئيسيةتقارير

إيجارات البيوت في دمشق بالملايين وثمنها بالمليارات.. من يتحكم بالسوق؟

سعر أحد المنازل في المزة بلغ مليار وكم مليون وإيجار غرفة بحي شعبي مليون ونصف المليون

استأجرت “زينب” (28) عاماً غرفة  ضمن منزل مشترك في منطقة باب توما بدمشق، لعدم قدرتها المادية على استئجار منزل بمفردها. فراتبها لا يغطي أكثر مما تدفع.

سناك سوري-دمشق

تعمل الشابة القادمة من طرطوس، في إحدى الشركات الخاصة واضطرت لاستئجار غرفة في منطقة باب توما بمبلغ 400 ألف ليرة سورية واشترطت أن يكون الدفع بشكل شهري. فيما تشترك مع زميلاتها في السكن باستخدام المطبخ والحمامات. تقول الشابة لسناك سوري: « أفضل الخيارات الممكنة بالنسبة لي». وتضيف «ربما لا أحظى باستقلالية كاملة ولا أستطيع استقبال اقاربي وعائلتي في غرفة صغيرة. لكنني مجبرة على تحمل الوضع فأسعار المنازل غالية جداً ولا قدرة على استئجار منزل كامل».

زينب حالة من بين حالات كثيرة لشابات وشباب يأتون إلى دمشق بقصد العمل. ولا يملكون فيها منازل ما يضطرهم لدفع جزء كبير من واردهم المالي لقاء سكن، حيث لا ضوابط على الإيجارات.

ملايين بالأحياء الشعبية

ورغم أن حي المزة 86 يعتبر شعبياً إلا أن أجرة غرفة مع منتفعاتها به بلغ مليون ونصف المليون ليرة شهرياً. بينما تبدأ الإيجارات في منطقة الشيخ سعد القريبة من 3 ملايين لذات الغرفة. وغالباً ما يطلب أصحاب المنازل دفع مقدم لستة أشهر ولمدة سنة كاملة مع دفع تأمين وعمولة بحال كان الإيجار عن طريق مكتب عقاري. إذ غالباً ما يطلب المكتب إيجار شهر كعمولة له، مع دفع الإيجار للشهر الأول ومبلغ التأمين الذي يوازي شهراً أيضاً. ما يعني أن من يستأجر غرفة بمليون ونصف المليون شهرياً سيدفع 4 ملايين ونصف المليون فور تسلمه الغرفة.

بينما ترتفع الأسعار  للإجارات بحسب منطقة المنزل فمنزل مؤلف من غرفة وصالون ومطبخ أمريكي على أوتستراد المزة. يبدأ من سعر 5 مليون ليرة سورية في الشهر الواحد.

وفي المزة 86 يصل إيجار المنزل الفاضي بدون أثاث 800 ألف ليرة. والأسعار تبدأ من 500 ألف في دويلعة وجرمانا، ومن مليوني ليرة في منطقة شارع بغداد.

في فيسبوك

ويلجأ الكثير من أصحاب المنازل لعرض منازلهم للإيجار عبر الفيسبوك دون وسطاء. فيما تنتشر خاصية جديدة لاستئجار المنازل وهي الأجار اليومي أو الأسبوعي بمبلغ لا يقل عن 200 ألف ليرة سورية لليوم الواحد أي ذات المبلغ المدفوع في الفنادق.

في جوابه على سؤال سناك سوري، حول من يتحكم في إيجارات المنازل، يقول “حسن” 34 عاماً يعمل في مكتب عقارات بالعاصمة دمشق. إن من يتحكم هو موقع المنزل والمبلغ الذي يطلبه صاحبه. أي لا معايير ثابتة تخضع لها العقارات في دمشق.

طبعا في الوقت الراهن من الصعب جداً حتى الحلم بشراء منزل. حيث يصل السعر إلى مليارات الليرات في أحياء دمشق الكبرى مثل الشعلان أو المزة فيلات غربية. حتى في المزة 86 من الممكن أن يصل سعر المنزل لمليار ليرة بحسب موقعه ومساحته وتجهيزه.

ترتفع أسعار المنازل سواء المباعة أو المُستأجرة تبعاً لارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي فكلما ارتفع سعر الصرف ارتفعت معه أسعار العقارات. «سوق العقارات مجنون» يصف حسن لسناك سوري حال السوق.

ليس في دمشق وحدها، فإيجارات المنازل مرتفعة في عموم البلاد، وازدادت مؤخراً في حلب واللاذقية بعد تهدم كثير من المنازل نتيجة الزلزال. وهو ما أدى لقلة العرض مع تشرد عدد كبير من الأهالي الذين خسروا منازلهم.

زر الذهاب إلى الأعلى