“إن لم تستطع قول الحق.. حاول أن لاتصفق للمسؤول الفاسد”
سناك سوري – رام أسعد
بينما كنا نشاهد التلفاز أنا وصديقي، عرضت إحدى المحطات تقريراً حول إحدى الشخصيات التي انشقت عن الحكومة السورية، وحول ممتلكاته وأرصدته البنكية بل وأيضاً مغامراته الجنسية، عندها بدأ صديقي حملة السب والشتم عليه:«ابن الحرام, ابن العاهرة, نهب الشعب كل هالعمر, الخائن…إلخ».
خطر لي أن هذه الشخصية العظيمة لم تأتها الثروة وهذه الأرصدة البنكية فجأة بعد الانشقاق، بل من نهبه للشعب واستغلاله لمنصبه على مرأى من الجميع حين كان الجميع يحلف برأسهِ. موقع سناك سوري.
المصيبة أنه لم يكن لوحده شخصيةً “وطنية كبيرة”، نهبت وسرقت بحصانة إلهية، بل مثله الكثير، هتكوا السبعة الكبائر بحصانةٍ إلهية، وعندما شعروا بلحظة خوف، قرروا الهرب والفرار، وكلٌ يقول:«اللهم اسألك نفسي ومصرياتي وحسابي البنكي، وشكراً لكَ على واسع نعمتك، لأنك جعلتني مسؤولاً في بلدٍ معطاء كهذا البلد».
اقرأ أيضاً:“أبو مدحت” يعايد زوجته في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
بل والمضحك(وشر البلية ما يضحك)، أن هناك من يعتبر فراره صحوة ضمير وتوبة، وينصب لنفسه منبراً يرجم من خلاله رفاقه المسائيل السابقين ويصفهم بالفاسدين، طيب يا أخي في حال كانت (توبة)،فالتوبة قول وفعل، رجعلنا مصارينا وبعدها ادعي التوبة والإيمان قد ما بدك، وكفّر وارجم ع راحتك.
بعد كل هذه الخواطر، عدت للواقع لأجد، صديقي مستمراً بشتم المسؤول، فسألته:«إن كان يعلم بفساد هذا المسؤول عندما كان بالبلد!؟». موقع سناك سوري.
فأجاب صديقي:«طبعاً كنت أعلم، الكل كان يعلم، بس ما كان طالع بالأيد غير التصفيق إلو كل ماعمل تدشين، وكل ماطلع خطاب، وكل ماعمل صفقة مشبوهة، مين كان بيسترجي يحكي عليه هالفاسد!؟»
فضحكت على حالتنا، وأنا أقول لنفسي:«إن لم تستطع أن تقول الحق فحاول أن لا تصفق للباطل، هذا أضعف الإيمان».
اقرأ أيضاً:ترامب ينقل عاصمته الى القدس والعرب ينقلون المعركة الى الفيسبوك