عمود الكهربا يلي بيطفي بركلة وبيشتغل بالتانية.. أكيد مابتفرق معو هجمة سيبرانية ومانها عبالو
سناك سوري-مؤنس العتمة
بين الحين والآخر نسمع عن هجمات سيبرانية يشنها مجهولون وأقرب النماذج كانت الهجمات ضد مواقع إيرانية ومن بعدها هجمات أخرى استهدفت مواقع أميركية، في منتصف شهر كانون الأول من العام الماضي، حيث وصل الأمر في بعض الولايات الأميركية “المتآمرة على بلدنا” إلى حد خاف الأميركيون أن تتسبب بتعطيل إنارة الشوارع في تلك الولايات .. تصوروا يا رعاكم الله “الخطر على إنارة الشوارع وليس على أي شيء آخر..”.
وفي مناقشة بسيطة لاحتمال تعرض بلادنا الحبيبة لهكذا هجمات، نحمد الله أننا بعيدون بأشواط ضوئية عن تحقيق حلم الحكومة الإلكترونية، وحتى خطواتنا لأتمتة العمل الحكومي فهي لا تحمل أي من مقومات النضوج، وهذا ليس سلبياً كما سيظن أولئك المندسون عبر صفحات الفيسبوك الذين يدمنون الفانتازيات الإعلامية والاصطياد بالمياه العكرة ولا يكلون أو يتعبون من توجيه الانتقادات اللاذعة لحكومتنا، بحجة أنها بيروقراطية ولا تعتمد العمل الإلكتروني.
فمن حيث الهياكل الإلكترونية التي يمكن استهدافها، لا نملك سوى شبكتين للخطوط اللاحقة والمسبقة الدفع، وأي اختراق لهما لن يكون ذو قيمة باعتبار أصلاً المواطن معتاد على انقطاعات التغطية، وحتى لو وصلته رسائل احتيالية فهو معتاد على حذفها لأنه أصلاً لا يتعاطى بتفاعلية مع رسائل العروض الترويجية التي تدق أبواب رقمه عشرات المرات يومياً، ربما لكون جيبه يادوب يحوي ثمن ربطة خبز، كما أن بيانات المواطن اليومية لا تتعدى أرقام هواتف الخضرجي وبياع الحليب ومديره بالدوام ومراقب الدوام، وربما عامل الكازية لبعض المحظوظين.
اقرأ أيضاً: الأمن يقف عائقاً أمام الحكومة الالكترونية في سوريا
ومن حيث المؤسسات الحكومية فإن جميع دوائرنا، والحمدلله، تملك طوابقاً من الأرشيف الورقي، يقع غالبها في الأقبية، ولم تتورط بالانتقال للأرشيف الإلكتروني، منطلقة من أساس حاجة “بعض” المواطنين لأجهزة إلكترونية حديثة جداً قد لا يناسبهم التعاطي مع العمل الإلكتروني، أما أي إعلان أو قرارات للمؤسسات الرسمية فلا بد أن ينشر في لوحة الإعلان التي لا يرها أحد المراجعين عند دخول المبنى، أو في الجريدة الرسمية الورقية أو حتى الشريط الإخباري الأزرق اللون في أسفل شاشات قنواتنا الوطنية التي حرموها مؤخراً من البث عبر أقمار معينة فاضطرت للانتقال إلى أقمار أخرى.
وحتى الخدمات العامة التي تتم إدارتها عادة بشكل إلكتروني كما في إشارات المرور وإنارات الشوارع وووو، هذه الخدمات بالمجمل تدار عندنا يدوياً ويعرف أي مواطن أن “ركل” عمود الكهرباء كفيل بـ”طفي الضو”، و”ركلة” أخرى كفيلة بـ”تشغيل الضو” أما الإشارات المرورية فترتبط أهميتها بوجود الشرطي المعتر، فحين يقف الشرطي يتم الالتزام بالإشارة وحين لا يقف يتم تجاهلها.
بالتالي أي هجوم سيبراني سيظنه المواطن أن ثمة أحدهم “يركل” عمود الإنارة أو أن الشرطي غادر مواقعه، بالإضافة لذلك لا توجد أي أتمته تدير شبكات الطرق والسكك الحديدية وحتى رحلات “السورية للطيران” قد تتأجل لساعات دون مبرر.
الخطر المهم الوحيد أن يتأثر البريد الإلكتروني بفقدان بعض البيانات، ولكن في المقابل اعتاد مواطننا خلال الحرب على حفظ ملفاته في عدة ذواكر مختلفة خوفاً من الضياع وبالتالي بات يملك مقومات الصمود والتصدي لأي هجوم سيبراني.
من هنا يتوجب على الحكومة ملاحقة المشككين بسياساتها، فهذه السياسات وإن بدت بدائية للبعض إلا أن جوهرها امتلاك خيارات الصمود والمقاومة والاستمرارية كي ينعم شعبنا العظيم بحياته الهانئة بعيداً عن دعوات الهجرة والانتقال لبلاد التآمر.
اقرأ أيضاً: بالتزامن مع تقنين النت.. إطلاق بوابة الحكومة الإلكترونية!