
أنا المواطنة السورية ذات الرقم المسجل على الهوية الشخصية (مو حافظتو). أعلن وأنا بكامل ما تبقى لي من قوايا العقلية. عرض دماغي للبيع أو المداكشة على ربطة خبز. (لأن الخبز أفيد من العقل هون).
سناك سوري-رحاب تامر
وحتى لا يقول الشاري أو المشترية أني قد غششتهم. عليهم أن يدركوا أن “دماغي” متعب جداً، يعرف أن يقول لا. يفكر كثيراً. يصل لمراحل متقدمة مثل أنه “يدرك الحق على مين بالضبط”.
هذا الدماغ مثير للمشاكل جداً، لكنه بالمقابل يمتلك عدة مواهب تساعده في إنقاذ نفسه باللحظة الأخيرة. أعرضه للبيع اليوم لأنه تجرأ وقال “آخ”. دون أن ينصرف لتدبير رأسه كما يفعل الجميع في هذا البلد.
دماغي الشرير لم يستطع التأقلم مع فكرة “أكل الكفوف” دون أن يصرخ بـ”آخ” مدوية. وإلا لما كنت قد عرضته للبيع تحت أي ظرف. ربما يستطيع الشاري تطويعه أكثر مني ومساعدته على التأقلم.
لا بأس لمن لا يمتلك النقود الكافية. أستطيع أن “أداكش” دماغي على ربطة خبز. أستثمرها لإطعام أطفالي وجبة صباحية كاملة دون تقنين. بينما أحلم أن أعيش حياتي دون أن أُتعب أصحاب المعالي بكلمة “آخ” بعد كل كف جديد أتعرض له في هذا البلد السعيد.