إعلاميات حلب يرفضن الإقصاء وإسكات الصحفيات .. لقاءات الوزير للرجال فقط
بعد 155 عاماً على دخول السوريات عالم الصحافة .. من يبعِد النساء عن المشهد الإعلامي؟

انفردت مجموعة من الإعلاميات في “حلب” بالاحتجاج على التهميش الذي يتعرضن له في اللقاءات الرسمية في ظل غياب شبه تام للصحفيات عن اجتماعات وزير الإعلام “حمزة المصطفى” وجولاته في المحافظات.
سناك سوري _ دمشق
وأصدرت مجموعة إعلاميات حلب، بياناً أعربن فيه عن استنكراهن للتهميش والإقصاء الممنهج الذي تتعرض له الصحفيات في الساحة الإعلامية، لا سيما الصورة التي جمعت الوزير “المصطفى” وعدد من الإعلاميين في “حلب” والتي لم تضم أي صحفية ما يعكس هذا التهميش بوضوح وفق البيان.
وأكّدت الإعلاميات استياءهنّ من إبعاد الصحفيات عن المشهد الإعلامي العام ومشاركتهنّ في صنع القرار الإعلامي، ومن محاولات التدخل في اجتماعاتهن وحرمانهنّ من الحق في التعبير عن آرائهنّ، وإسكات الصحفيات أثناء الكلام وتجاهل آرائهنّ ومقترحاتهنّ.

وطالب البيان بتمكين الصحفيات من المشاركة الفعالة في صنع القرار الإعلامي، وتوفير بيئة إعلامية آمنة ومحترمة للصحفيات، واحترام حقهنّ في التعبير عن آرائهنّ وممارسة عملهنّ بكل حرية.
وفي ختام البيان، أكّدت الصحفيات حقهنّ في المشاركة الفعالة ببناء المشهد الإعلامي المحلي، وعزمهنّ على مواصلة العمل الإعلامي الهادف والمسؤول، والتضامن مع كل الصحفيات اللواتي يتعرّضن للتمييز والمضايقات.
لا نساء في اجتماعات الوزير
لكن الصورة التي جمعت وزير الإعلام مع إعلاميين من “حلب” وغابت عنها الصحفيات كلياً، لم تكن الأولى من نوعها، فقد رصد سناك سوري لقاءات لـ”المصطفى” مع إعلاميين من مختلف المحافظات، سادت فيها صور ذكورية مطلقة تغيّبت عنها النساء إلا فيما ندر.
حيث اجتمع وزير الإعلام في 3 حزيران الماضي بإعلاميين من “درعا” بغياب نسائي تام عن الصور الرسمية للقاء المنشور عبر صفحة الوزارة الرسمية.
أما لقاء الوزير في 14 أيلول الماضي مع العاملين في مديرية إعلام “دير الزور” والكوادر الإعلامية في المحافظة، فأظهر وجود 3 نساء في الصفوف الخلفية ويحتاج العثور عليهنّ للتدقيق في الصورة إذ لا يظهر سوى وجه واحدة فقط فيما تختفي ملامح اثنتين في زحام الصفوف الأمامية التي يتصدّرها الإعلاميون من الرجال.

المشهد سيتكرر في مناسبات أخرى غابت عنها الصحفيات النساء أو تم تغييبهن، مثل زيارة وفد إعلاميي “حماة” لمقر “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون”.
وفي اجتماع الوزير يوم 12 آب الماضي، مع مدراء الدوائر الإعلامية لتطوير عمل المكاتب الإعلامية في الوزارات والهيئات العامة، حيث أظهرت الصور الرسمية للاجتماع أن المهام الإعلامية في الوزارات المشاركة في اللقاء محتكرة للرجال فقط بغياب أي امرأة عن موقع مديرة دائرة إعلامية، باستثناء حضور سيدة واحدة جلست إلى جانب الوزير.

155 عاماً من حضور السوريات في الصحافة
وتكشف صور اللقاءات تهميشاً واضحاً للصحفيات لا يبدو مصادفةً بطبيعة الحال، مع تكراره في عدة محافظات، وفي أكثر من مناسبة ليضاف إلى ملف إقصاء النساء عن الشأن العام وتصدير صورة ذكورية بحتة تبتعد فيها المرأة عن المشهد.
إبعاد الصحفيات عن اللقاءات الرسمية يتجاهل دورهنّ في المشهد الإعلامي وجهودهنّ المهنية لإثبات حضور المرأة السورية في قطاع الإعلام، بوجود صحفيات سوريات أثبتن جدارتهنّ وحققن نجاحات مهنية واسعة، علماً أن المرأة السورية هي أول امرأة عربية كتبت في الصحف، مع “مريانا المراش” منذ 1870، فهل يتم إقصاءها بعد أكثر من 155 عاماً من السعي لترسيخ الحضور النسائي في الصحافة السورية؟.