أخر الأخبارالرئيسيةحكي شارع

إزالة بسطات الكتب في دمشق .. تقضي على آخر فسحة للقرّاء

غضب في الشارع السوري بعد إزالة بسطات الكتب بطريقة عشوائية

أثارت الصور التي نشرتها مكتبة “الفارس” غضب العديد من السوريين، بعد قيام بلدية دمشق بإزالة بسطات الكتب من تحت جسر الرئيس يوم أمس “الأربعاء”. بطريقة عشوائية بحسب المتداول إذ مزقت قسم منها واندثر آخر على الأرض، وتم وضعها بشاحنات لنقلها إلى مكان آخر.

سناك سوري _ دمشق

وانتفض العديد عبر صفحات السوشال ميديا، منتقدين الصور المتداولة، والذي ذكر بعض المتابعين أن إزالتها تمت عن طريق جرافات دخلت تحت جسر الرئيس،  وقامت بإزالة بسطات الكتب، أمام عيون الجميع، واعتبروها تدميراً لصورة ثقافية اعتادوا عليها في تلك المنطقة.

واعتبر “سامر” أنه عندما تباع الأحذية على رفوف زجاجية، ويتم بالمقابل بيع الكتب على كراتين بالشوارع، إشارة إلى إهمال العقول. واستغرب “عمار” من اعتبار وجود الكتب مظهراً غير حضاري، دون التمعن بما يجري فوق الجسر بالمقابل.

ورأى “طارق” أن ماحصل الأمس أمر مخجل ومحزن، فقد شبهه بوأد الكلمات، ومكان يجمع فقراء القراء، في عاصمة الثقافة والنور. بينما تساءل “أُبي” عن طريقة تعاملهم مع الأطفال المشردين بالشوارع، ويتناولون طعامهم من حاويات القمامة.

مكتبة الفارس _ فيسبوك

رسالة إلى وزيرة الثقافة

وخلال الساعات الماضية وجّه مجموعة من كتّاب البلاد والروائيين إضافة إلى مجموعة من مخرجي السينما. رسالة إلى وزيرة الثقافة “ديالا بركات”، ومحافظ دمشق، تحدثوا فيها عن الحال المأساوي بعد ماحصل بالأمس.

وورد فيها «بعد أن أغلقت معظم مكتبات العاصمة أبوابها، وأمام ارتفاع أسعار الكتب في بقية المكتبات، لم يبق من فسحة للقرّاء سوى بسطات الكتب المستعملة».

« إلا أن المذبحة التي طالت هذه البسطات المتواجدة منذ سنوات تحت جسر الرئيس بقرار من محافظة دمشق. سدّت آخر رئة لتنفّس هواء المعرفة»، في إشارة إلى قباحة ماتم ارتكابه بحق ميزة موجودة بغالبية عواصم العالم. واعتباره قرار كتب على العاصمة الاختضار.

ووضحت الرسالة الموقعة من قبل الروائي “خليل صويلح”،والمخرجان  “محمد ملص”، “جود سعيد” وغيرهم. أن التمسك بذريعة تجميل المكان يجب أن يكون محدداً لبسطات معينة، وليس الخاصة بالكتب على اعتبارها ملاذ معرفي. ومن الأجدر إعادة رصيف كلية الحقوق إلى هويته القديمة، عوضاً عما يسوده من قباحة اليوم.

تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تثار بها ضجة حول وضع الكتب  تحت جسر الرئيس. ففي عام 2019 تم توجيه عدة انتقادات لقرار محافظة “دمشق” بنقل بسطات الكتب المستعملة، الموجودة تحته، إلى مكان آخر، بعيداً عن جامعة “دمشق”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى