الرئيسيةسناك ساخن

إدلب: معلمة فصلها النظام السابق تُواجه “لا تعيينات لكم” رغم قرارات الإعادة

قرار وزاري بلا تنفيذ: كندة ومعلمون مفصولون في إدلب ينتظرون إنصافهم

تنتظر “كندة محمد علي شيخ الحدادين” من مدينة إدلب”، إنصافها وإعادتها إلى عملها كمعلمة مدرسة، بعد أن فصلت من عملها قبل سنوات على خلفية مشاركتها بالثورة السورية.

سناك سوري-خاص

المعلمة وهي خريجة كلية التربية معلم صف، قالت لـ”سناك سوري”، إنها عينت بعد تخرجها في قرية “عرى الشمالية”، وتنقلت بعدة أماكن أخرى مثل سراقب وفيلون وحفسرجه لتنهي خدمة الريف، ثم يتم نقلها إلى مديرية تربية إدلب، التي بقيت فيها 6 أشهر، ليتم بعدها تحرير المدينة، واستهدافها بالطائرات الروسية الأمر الذي دفع المعلمة للنزوح مع عائلتها خوفاً من الغارات.

لم تطل الغيبة كثيراً، سرعان ما عادت المعلمة إلى مدينتها مجدداً، وبدأت التدريس في مدرسة “مصطفى عفارة” الأقرب لمكان سكنها، وبقيت على هذه الحال حتى عام 2020، حيث اضطرت للنزوح مجدداً نتيجة الحملة العسكرية لروسيا والنظام السابق على المدينة.

تتذكر المعلمة تاريخ فصلها من مديرية التربية عام 2023، حيث فصلها النظام مع العديد من المعلمين والمعلمات دون أدنى مراعاة لظروفهم وظروف عوائلهم تحت قصف نيرانه.

وسبق أن فصلت مديرية التربية في عهد النظام السابق العديد من الإداريين والمعلمين والمعلمات، لأسباب عديدة، سواء لالتحاقهم بالثورة، أو لعدم التحاقهم بالتربية، فمعلمو إدلب كانوا يسيرون أعمالهم ويتقاضون رواتبهم في تربية حماة.

بارقة أمل لم تكتمل

مع سقوط النظام وإعلان الحكومة الجديدة دعوة المفصولين للعودة إلى عملهم، برزت بارقة أمل لدى”كندة”، التي ورد اسمها مع مئات من زملائها وزميلاتها في قوائم وزارة التنمية الإدارية تمهيداً لعودتهم إلى عملهم.

راجعت المعلمة مديرية تربية إدلب، وقدمت طلب عودة للعمل، تقول لـ”سناك سوري”: «عوملت بطريقة سيئة، لأننا لم نلتحق بمديرية تربية إدلب الحرة، دون مراعاة لأسبابنا، فبيننا من كان شارف على التقاعد ولا يريد خسارة راتبه التقاعدي وتعويضاته، والبعض لم تقبلهم المديرية لأنهم معلمو رسم وفنون وموسيقا، كذلك لم تقبل من تجاوز عمره الـ50 عاماً حينها».

تضيف: «تهجرنا، عشنا بالخيم، ونزحنا لأماكن بعيدة عن سكننا ومنازلنا، ولم نستطع الالتحاق بهم، وكل واحد لديه أسبابه».

لا تعيينات لكم!

حين ذهبت “كندة” لتقديم طلب عودة للعمل في مديرية التربية، سألت أحد مسؤولي التوجيه عن موعد إعادتهم للعمل، فقال لها: “إنتو مافي تعيينات لكم”، فسلّمت أوراقها ولم تجادله، وفي المرة الثانية التي حضرت فيها لاستكمال طلبها، أخبرها نفس الشخص: “إذا تعينتوا بضيعة بعيدة فاشكروا ربكم” لتقول له إنها لا تريد التعيين إن لم يكن في مدرستها نفسها أو قريباً من مكان سكنها وغادرت، على حد تعبيرها.

المعلمة قالت إن التربية ثبّتت كل الخريجين الجدد تقريباً وتم تعيينهم في المدينة، بينما هي وزملائها وزميلاتها الذين يمتلكون سنوات خدمة تصل لأكثر من 20 عاماً سيتم نقلهم إلى الريف بعد أن سمحوا لهم بالتقدم إلى الشواغر، مشيرة أن المواصلات غير مؤمنة للعديد من الأرياف ما سيعني استحالة التدريس هناك.

وأوضحت أن هناك مجموعة خاصة للتعيينات، يرسلون إليها الشاغر ومن ثم تتم المفاضلة عليه، وبحسب المعلمة فإن المعيار في المفاضلة هو تاريخ تحديث الجاهزية، وهي وباقي زملائها المفصولين لم يستطيعوا تحديث جاهزيتهم إلا حين أصدرت وزارة التنمية قوائم الأسماء، وبالتالي فإن تحديث جاهزيتهم جديد، الأمر الذي يعني أنه سيتم تعيينهم في الدفعات الأخيرة بالأرياف.

كما تشتكي معلومة أخرى حصلت عليها من مديرية التربية، وهي أن المفصولين الذين تم تعيينهم حديثاً، سيتم التعاقد معهم بنظام 3 أشهر، وتساءلت: «حدا بيكون مثبت عندو خدمة طويلة بتعملو معو عقد 3 شهور؟ يا منرجع عمدارسنا يا بلا هالرجعة مع أن قرار الوزير واضح نرجع على مكان عملنا وقرب سكننا لكن التربية هنا لا تلتزم بقرارات الوزير».

وتشير تقديرات بأن عدد المعلمين والمعلمات المفصولين من قبل النظام السابق في إدلب يبلغ نحو 4200 معلماً ومعلمة، يطالب معظمهم بالإنصاف وبإعادة تعيينهم حسب الرقم الذاتي وليس القدم في مديرية تربية إدلب الحرة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى