
توالت الإدانات العربية والدولية للهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق مساء الأحد، والذي أسفر، بحسب وزارة الصحة السورية، عن ارتقاء 22 مدنياً وإصابة 63 آخرين. وقد عبّرت حكومات ومنظمات دينية وشخصيات سياسية عن استنكارها الشديد لما وصفوه بـ”جريمة ضد الإنسانية”، مجددين الدعوة إلى حماية دور العبادة وتعزيز السلم الأهلي.
سناك سوري-دمشق
وأدان القس جوزيف قصاب، رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان، التفجير الإرهابي، مؤكداً أن ما جرى “يتعدى كونه اعتداء على كنيسة أو مكون، بل هو جريمة ضد الإنسانية والوطن”، ودعا الدولة السورية لحماية المواطنين الأبرياء ودور العبادة.
من جهته، عبّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن ألمه العميق للهجوم، مؤكداً أن الاعتداء على أماكن الصلاة هو انتهاك صريح للكرامة الإنسانية، داعياً إلى تغليب لغة الحوار والسلام.
كما أدانت بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس الهجوم بشدة، واصفةً إياه بأنه “ضربة غادرة خلال القداس المسائي”، وأكدت التمسك بنبذ الخوف والإرهاب، ورفعت الصلوات لراحة أرواح الشهداء.
مواقف إسلامية: حماية دور العبادة واجب ديني وأخلاقي
أصدر مجلس حكماء المسلمين بياناً شديد اللهجة دان فيه التفجير، واصفاً استهداف دور العبادة بـ”جريمة لا يمكن تبريرها”، مؤكداً أن هذه الأفعال تتعارض مع تعاليم الإسلام والقيم الإنسانية.
كما أدانت رابطة العالم الإسلامي الهجوم، وأكدت تضامنها الكامل مع الشعب السوري، ورفضها المطلق للعنف والإرهاب، مقدّمة تعازيها للحكومة السورية وأسر الضحايا.
مواقف دولية: إدانات صريحة ودعم لسوريا
أدان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، الهجوم الإرهابي، وقال في تغريدة على منصة (X): «بالنيابة عن الرئيس الأمريكي والشعب الأمريكي، نعرب عن تعازينا للضحايا وعائلاتهم… ونواصل دعم الحكومة السورية في مواجهة الذين يسعون لزعزعة الاستقرار ونشر الخوف».
كما أدان غير بيدرسون، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، بأشد العبارات الهجوم، ودعا إلى “تحقيق شامل واتخاذ الإجراءات اللازمة”، مطالبًا بتوحيد الجهود لرفض التطرف والإرهاب، في حين أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن “إدانتها الشديدة” للهجوم، وقالت في بيان رسمي: «تُقدّم فرنسا تعازيها لعائلات الضحايا، وتُعرب عن تضامنها الكامل مع الشعب السوري»، مؤكدة التزامها بدعم سوريا في مكافحة الإرهاب.
بدورها نشرت السفارة الألمانية في دمشق بياناً مقتضباً عبر منصة “X”، قالت فيه: “ندين بأشد العبارات الهجوم الإرهابي على كنيسة مار إلياس… دعواتنا وتعاطفنا مع الضحايا وعائلاتهم ومجتمعهم”. كذلك أدان السفير الإيطالي في دمشق، ستيفانو رافانيان، التفجير، مؤكداً أن “حماية الحريات الدينية واحترام كرامة الإنسان يجب أن تنتصر على العنف والتعصب”.
وإلى بلجيكا، حيث أعربت وزارة الخارجية عن إدانتها الشديدة للهجوم، مؤكدة أن استهداف المدنيين أثناء أداء شعائرهم الدينية هو “انتهاك فادح”، وتقدمت بتعازيها للشعب السوري.
كما صدرت إدانات رسمية من عدد من الدول العربية، بينها الكويت ولبنان والأردن وقطر والبحرين والعراق والإمارات، حيث عبّرت هذه الدول عن تضامنها مع سوريا وشعبها، ورفضها الكامل لاستهداف دور العبادة والمدنيين الأبرياء.
تضامن واسع ودعوات للمحاسبة
وأجمعت الجهات المُدينة، سواء كانت دينية أو سياسية، على ضرورة تحميل المسؤوليات، ومحاسبة منفذي ومنظمي هذا الهجوم، كما شددت على أن حماية المدنيين ودور العبادة ليست خياراً، بل واجب على السلطات والمجتمع الدولي على حد سواء.
وما زالت أجواء الحزن تسود الأوساط السورية، في وقت تحولت فيه مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات عزاء وتضامن، وسط مطالبات بإعلان حداد رسمي واتخاذ إجراءات فاعلة لحماية السلم الأهلي.