كان عام 2021 حافلاً بالكثير من الأحداث الرياضية السورية، وكان هناك العديد من المشاركات الخارجية للأندية والمنتخبات والألعاب الفردية، منها ماعاد إنجازات مهمة ومنها ما أخفق بشدة، كما شهد العام تخبطات كبيرة إدارية وفنية لا سيما بمنتخبات كرة القدم.
سناك سوري – غرام زينو
منتخب سوريا لكرة القدم للرجال لعام 2021
كانت البداية مع منتخب كرة القدم للرجال الذي ختم عام 2020 وهو يعاني من مشاكل إدارية وفنية أبرزها كان خلاف اللاعب “عمر خريبين” مع المدرب التونسي “نبيل معلول” الذي قاد المنتخب لمدة عام ونصف دون أي إنجازات تذكر، وبدأ المنتخب حينها بمواجهة هذه التخبطات الإدارية والفنية في ظل غياب لاعبين مهمين جداً ضمن التشكيلة الأساسية كـ “عمر خريبين” و”عمر السومة”، حيث خسر في الوديات أمام “البحرين” و”إيران” بثلاثية في كل لقاء.
في شهر حزيران 2021 استأنف المنتخب مشواره في المرحلة الثانية من التصفيات المونديالية وذلك تحت قيادة “معلول” حيث تغلب على “غوام” و”المالديف” وخسر أمام “الصين”، حينها لم يكن الشارع الرياضي راضٍ عن الأداء لكن نتيجة التأهل للمرحلة الثالثة جعلته يعطي المنتخب فرصة ثانية لإثبات نفسه.
على إثر مباريات التصفيات بدأت الشائعات باستقالة المدرب “معلول” من تدريب المنتخب السوري لينتهي مشواره مع “سوريا” في منتصف العام ويستلم دفة التدريب خلفاً له المدرب “نزار محروس” الذي لم يحالفه الحظ أبداً وأخفق بشدة حيث خاض 7 مباريات في المرحلة الأخيرة من التصفيات ولم يحقق أي فوز بها وخسر بـ 5 مباريات وتعادل بمباراتين وسط أداء باهت وغياب للروح بين اللاعبين.
على إثر هذه الإخفاقات المتتالية، استقال رئيس اتحاد كرة القدم سابقاً “حاتم الغايب” بعد لقاء “لبنان” الذي انتهى بالخسارة 3-2، وتم تشكيل لجنة مؤقتة برئاسة “توفيق سرحان” الذي استلم بعده خلال أيام فقط “نبيل سباعي” وتم تعيين “سرحان” أمين سر للجنة.
اللجنة كانت أمام تحدٍّ مهم لإصلاح ما أخفق به الاتحاد القديم وإرضاء الجمهور السوري الذي بات غير مقتنع وغير مؤمن بقدرة المنتخب وأدائه، وكانت أولى القرارات المهمة التي اتخذتها اللجنة تعيين “تيتا فاليريو” مدرباً لمنتخب “سوريا” خلفاً لـ “محروس”، ما منح بعض التفاؤل للجماهير.
وبالفعل، بدا المنتخب بشكل جديد وعادت الروح القتالية في أرض الملعب واستطاع أن يحرج “الإمارات” في افتتاح “كأس العرب” لكن اللقاء انتهى بالخسارة بهدفين لهدف، إلا أن الأداء السوري شهد تحسناً ملحوظاً، بينما كانت المواجهة أمام “تونس” مفتاح الحسم بثقة السوريين بالمدرب الروماني، وفجّرت “سوريا” المفاجأة بالفوز بهدفين نظيفين، لكن الفرحة لم تكتمل بالتأهل حيث تلقى المنتخب في آخر مبارياته خسارة من “موريتانيا” في الدقائق الأخيرة وودّع البطولة.
الفئات العمرية والأولمبي على خطا الرجال
لم تقتصر الإخفاقات على فريق الرجال، بل أيضاً قدّمت المنتخبات الأخرى لكرة القدم السورية صدمة للجماهير السورية، حيث انتهت مشاركة منتخب سوريا الأولمبي في بطولة غرب آسيا بخسارتين وفوز واحد، كما ودّع تصفيات “آسيا تحت 23 عاماً” لأول مرة منذ 38 عام ولم يتأهل لبطولة آسيا لتلقيه تعادلين وتحقيقه فوز وحيد.
أما منتخب الشباب فخرج أيضاً من بطولة غرب آسيا للشباب بعد خسارتين وفوز وحيد وسط أداء سيء جداً أيضاً رغم تحضيره قبل الاستحقاق بشهور كحال الأولمبي الذي خاض معسكرات ووديات لم تثمر أي نتيجة.
منتخب الناشئين أيضاً ورغم وصوله لنصف النهائي ببطولة غرب آسيا للناشئين إلا أنه خرج على يد “اليمن” في الدقائق الأخيرة من المباراة، وأنهى البطولة بخسارتين وفوز وحيد.
كرة السلة بين الإخفاقات والإنجازات
كانت البداية عند تأهل منتخب الرجال إلى نهائيات آسيا في “أندونيسيا” بعد أن حلّ في المركز الثاني برصيد 9 نقاط ليتأهل مباشرةً إلى النهائيات برفقة المنتخب الإيراني المتصدر والذي تغلب على نظيره السعودي صاحب المركز الثالث فيما تذيّلت “قطر” المجموعة في المركز الرابع والأخير، وكان المنتخب السوري تحت قيادة الروسي “ميخائيل تيريخوف” الذي عاد بعده الأمريكي “جو ساليرنو” لتدريب المنتخب.
وعند خوضه التصفيات الآسيوية لمونديال كرة السلة، تلقى المنتخب خسارتين أمام المنتخب الكازاخي، رغم عودة اللعب على الأراضي السورية حيث تمت استضافة مباراة الإياب مع “كازاخستان” في صالة “الفيحاء” بـ “دمشق” إلا أن المنتخب لم يستطع أن يقدم فرحة لجماهيره على أرضه لكن فرصته في التأهل لا تزال قائمة.
أما منتخب السيدات فكانت عودته للبطولات القارية بعد غياب 35 عام عبر التأهل لبطولة آسيا للسيدات التي خرج منها بعد خسارة لاعباته أمام “كازاخستان” و”لبنان” وفوزهنّ على “إيران”.
الأولمبياد الإنجاز السوري الوحيد لعام 2021
شارك خلال أولمبياد طوكيو 2020 ستة لاعبين سوريين بألعاب مختلفة وعم “مجد الدين غزال” ألعاب قوى “هند ظاظا” كرة الطاولة، “أحمد حمشو” الفروسية، “معن أسعد” رفع الأثقال، “أيمن كلزية” سباحة “محمد ماسو” ترياتلون.
من بين اللاعبين الستة، كان “معن أسعد” الوحيد الذي استطاع أن يحقق إنجازاً خلال البطولة، حيث حصل على الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية في “طوكيو” بعد أن حقق المركز الثالث في مسابقة رفع الأثقال +109، وكان الإنجاز الأبرز خلال العام لـ “سوريا”.
بينما خرج بقية اللاعبين من البطولة دون الحصول على أي ميدالية أثناء مواجهتهم للاعبين باقي الدول، فيما كانت “ظاظا” في هذه النسخة من الأولمبياد هي أصغر لاعبة أولمبية بتاريخ الأولمبياد وبنسخته لهذا العام، وحظيت بتشجيع واسع من الجماهير السورية.
يأمل متابعو الرياضة السورية أن يحمل عام 2022 بشائر وإنجازات رياضية طال انتظارها وأن تهدي المنتخبات السورية فرحة لمتابعيها بعد طول غياب.