إجراءات بيروقراطية: دمشق تعيش يوم الحشر يومياً في دائرة النفوس (صور)

مواطننا “مسعود” الذي أتى لإنجاز الإجراءات البيروقراطية المتعلقة باستخراج هويته الشخصية للمرة الأولى -فلت الزمبرك تبعو عالآخر- وصرخ قائلاً لك ياناس ياهو أنا لسه مامتت. ماوصلت عجهنم ولا عالسما. شو جاب يوم الحشر لعنا عالنفوس؟!.
سناك سوري-دمشق
بالكاد استطاع أن يتنفس من شدة الحر وشدة الحشر. كما كان يحاول عبثاً تسلق سلم الأمانة المركزية التابعة لمديرية النفوس في مدينة دمشق مع مئات من البشر مثله.

كما تابع “مسعود” وسط ذهول الحضور: كلو شقفة درج يادوب عرضو 60 سم شو بدو يساع تيساع. لك كذب بيت الضيق مافيه يساع كتير لابقى تضحكو على حالكن. لك كلها معاملة وحدة مابقا تعرف تخلص.. روح روح.. تعا تعا. شوب ودبان وحر وضيق نفسي انقطع وطاش حجري.

وبينما انتهى “مسعود” من صعود السلم ذو الـ 60 سم وصل إلى مبتغاه حيث يجلس موظف يحتمي بالمناديل الورقية علها تذهب قليلاً من العرق الذي استحال نبعاً لشدة الحر. أمسك مسعود معاملته وبدأ يهوي بها بالقرب من وجهه عساها ترسل له بعض النسمات اللطيفة وهو ينتظر دوره في إنجاز المعاملة وعشرات مثله يقفون في الدور وكأنهم داخل علبة سردين. بعد وقت ليس بقليل وقعها وهنا بدأت “الدويخة”.
فقد طلب الموظف من مسعود أن يذهب لمديرية مالية دمشق التي تبعد عن الأمانة المركزية التابعة لمديرية النفوس حيث يقوم باستكمال بقية الإجراءات البيروقراطية فيها مسافة 2 كم. غاب مسعود عن الواقع لدقائق فهو سينتظر دوره للنزول عبر الدرج ومن ثم سيمشي لمسافة 2كم ليدفع الرسوم التي لا تتجاوز الـ 700 ليرة. ثم سيعود من جديد لانتظار دوره على السلم ذو الـ 60 سم عرض.
اقرأ أيضاً: محافظة دمشق تحافظ على نفسية الأمة وتؤنس عتمتها

أمسك مسعود الورقة وقفز كسوبرمان “عرقان ودايخ من التعب” وبدأ عملية “النط” فعاود الكرة ووصل إلى الأمانة المركزية من جديد وقد أعياه التعب والإرهاق. توجه إلى مكتب رئيس القسم الوجهة الأخيرة لإتمام مهمته والحصول على هوية. وهو يحلم بهواء منعش بارد والقليل من الراحة. ويالهول ما وجد. لقد تجسد حلمه في مكتب رئيس القسم حيث المكيف والهواء البارد. وبينما هو مستغرق بالاستمتاع قال له رئيس القسم بجفاصة: هاتها. ولكن مسعود تخلى عن صمته. كما نظر إليه نظرة أمل وقال: بالله عليك على مهلك على أقل من مهلك وقعها شوي شوي ناطرك أنا بالله عليك لا تستعجل”.
“مسعود” هو اسم افتراضي لمئات المواطنين السوريين الذين يعانون حدثاً غير افتراضي للأسف. فالمشكلة السابق ذكرها موجودة. وهذه الصور خير برهان على القليل جداً من معاناة كبيرة.