تواصل دول “الاتحاد الأوروبي” فرض عقوباتها على “سوريا” على غرار ما تفعل “الولايات المتحدة” فيما لم يشهد الموقف الرسمي السوري أي تغيير تجاه الطرفين.
سناك سوري _ دمشق
وبينما أجرت “واشنطن” مؤخراً تغييراً طفيفاً على قانون “قيصر” وقالت أن ذلك بهدف إتاحة المجال لتوسيع عمل المنظمات غير الحكومية في “سوريا”، فإن “الاتحاد الأوربي” أزال خلال الأسبوع الجاري أسماء رجلي الأعمال السوريين “بشار عاصي” و”خلدون الزعبي” من قائمة عقوباته ورفض إزالة اسم “سامر فوز” بذريعة صلاته بالحكومة السورية.
من جهة أخرى قال ممثل الاتحاد الأوروبي الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية “جوزيب بوريل” قبل أيام أن الاتحاد لا يعترف سياسياً بالحكومة السورية مشيراً إلى أن الوضع في “سوريا” يشبه الوضع في “أفغانستان”.
وتابع “بوريل” أن الدول الأوروبية لا تريد زيادة علاقاتها الدبلوماسية مع “دمشق”، مبيناً أنه لا يرى حالياً أي سبب يدفعهم لتغيير موقفهم، كما أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يستمر بتقديم الدعم الإنساني للسوريين داخلياً وخارجياً.
في المقابل تتهم الحكومة السورية دول الاتحاد الأوروبي بانتهاك القانون الدولي عبر فرض العقوبات، بينما يكرر المسؤولون الأوروبيون موقفهم من عدم إعادة العلاقات مع “دمشق” أو المساهمة بإعادة إعمار “سوريا” قبل اتخاذ خطوات من قبل “دمشق” يراها الاتحاد مساهمة في حل الأزمة سياسياً.
ومنذ مطلع الأزمة السورية عام 2011 تفاقم الخلاف بين الدول الأوروبية وبين الحكومة السورية، وسحبت معظم تلك الدول سفاراتها من “دمشق” وأصدرت لاحقاً سلسلة عقوباتها الاقتصادية على “سوريا”.
الدور الأوروبي تجاه “سوريا” لم يخرج عن إطار السياسة الأمريكية تجاه الملف السوري، ورغم مشاركة عدد من الدول الأوروبية عسكرياً في “سوريا” ضمن إطار “التحالف الدولي” إلا أن القيادة الأمريكية للتحالف غيّبت الدور الأوروبي عن الظهور إلى أن باتت الإجراءات الأوروبية جزءاً من السياسة الأمريكية العامة ولا تخرج عن مسارها.
بدورها لم تتخذ الحكومة السورية إجراءات لاستعادة التواصل مع الأوروبيين، بل اكتفت بحلفائها التقليديين مثل “روسيا” و”الصين” و “إيران” وزادت من تواصلها مع دول في شرق “أوروبا” مثل “أبخازيا” و”بيلاروسيا”.
وعلى عكس العلاقة مع الدول العربية فإن علاقات “سوريا” مع الاتحاد الأوروبي لا يبدو أنها ستعود قريباً، فيما يبقى الرهان على مدى قدرة البلاد على تحمّل أعباء العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهلها على مدى السنوات الماضية.
اقرأ أيضاً: بسبب ماروتا سيتي … محكمة أوروبية ترفض إلغاء العقوبات على سامر فوز