أهالي “دير الزور” يتهمون الأطباء باستغلالهم ومدير الصحة يرد: لم تصلنا أي شكوى!
الحكومة ما تزال عاجزة عن تأمين أطباء اختصاصيين لمستشفيات “دير الزور” والأهالي الذين عانوا من الحصار سابقاً لا يجدون من يعالجهم!
سناك سوري – آزاد عيسى
لم تملك “خنساء محمد” من أهالي مدينة “دير الزور” ثمن المعاينة الطبيّة، فلجأت إلى المستشفى الوطني، علّها تحصل على علاج مجاني، لكنها عادت خائبة بعد أن طلب منها الطبيب المختص بالأمراض النسائية التوجه إلى عيادته الخاصة، فعلمت أن الحرب التي دمرت البيوت، دمرت معها الضمائر أيضاً.
وبحسب الأهالي فإن هناك عدد من الأطباء القلائل الذين يعملون في المدينة يستغلون حاجة الناس إليهم، بسبب النقص الكبير في الأطباء الذين هاجروا أو ماتوا أو نزحوا واستقروا في الداخل السوري.
يرد مدير صحة “دير الزور” الدكتور “عبد النجم العبيد” على تلك الاتهامات بالقول إنه لم يتقدم أحد بأي شكوى إلى مديرية الصحة، يضيف لـ”سناك سوري”: «نحن جاهزون لأي شكوى في سبيل ردع أي حالة من الفساد، لكن لا يجوز علينا الاعتماد على ما يُحكى سراً وخفية، أبوابنا مشرّعة لأي مواطن، ومن هنا أشير إلى وصول عدد كبير من الأجهزة الطبية من قبل وزارة الصحة إلى “دير الزور” خلال الفترة الماضية، وهناك كميات من الأدوية الضرورية للإسعاف والعمليات الجراحية في طريقها أيضاً للوصول». بس انشاالله يلتقى حدا من الكوادر يشغل الأجهزة؟.
ورغم أن مدير الصحّة يعرف بمشكلة النقص الهائل في الكوادر الطبية المختصة جيداً، إلا أنه لا يملك أي طريقة لحلها، مؤكداً أنه يبادر أحياناً بالمساعدة في تشخيص المرضى ضمن المستشفيات والنقاط الطبية الحكومية، لكنّه ليس حلاً حسب وصفه، يضيف: «هناك كتب رسميّة بين مديرية الصحة والجهات الصحية في “دمشق” من أجل عودة جميع كوادر مديرية صحة “دير الزور”، المقيمة خارج المحافظة، والذين يتجاوز عددهم 400 شخص بين مختص وإداري، والموجود منهم حالياً لا يصل إلى 50 شخصاً».
مدير الهيئة في مستشفى “الأسد” بمدينة “دير الزور” قال لـ “سناك سوري”: «أغلب الاختصاصات غير متوفرة، خاصة الضرورية منها كالجراحة العصبية والأوعية والأذنية والبولية، قبل الأزمة كان هناك 108 طبيباً مختصاً في المستشفى، وحالياً لا يتجاوز العدد سبعة أطباء مختصين، هناك كوادر بشرية باختصاصات أخرى متوفرة ككادر الأشعة، لكن يهمنا وجود الأطباء المختصين أيضاً».
أما فيما يتعلق بوضع مدينة “البوكمال” الصحي، يقول “العبيد” إن هناك «آلاف البشر عادوا إلى منازلهم، وخلال الساعات القليلة الماضية تم زيارتها ميدانياً للوقوف عند حاجتها ومطالبها، خاصة وأن عدداً من النقاط الطبية افتتحت فيها لتقديم مختلف الخدمات، ونستطيع التأكيد بأن أمورها الطبية جيدة، وسنكون على تواصل يومي مع تلك النقاط وما تحتاجه».
اقرأ أيضاً: أطباء “حلب” ذهبوا إلى “دير الزور” لعلاج أهلها