الرئيسيةتقارير

آخر صيحات البيع بسوريا.. حليب فلت بالبزورية!

أمهات لجأنّ للحليب "الفلت" وطبيبة تحذر من المخاطر

لجأت “وفاء” 32 عاماً من ريف “حماة” وتعمل ربة منزل، إلى “حليب البودرة الفلت” لطفلتها البالغة من العمر سنة ونصف، لأنها تستطيع شراءه بالكمية التي تريدها، بـ1000 أو 2000 أو 3000 ليرة سورية، وفق ما يتوفر معها من أموال.

سناك سوري-ناديا المير محمود

وانتشر الحليب البودرة “الفلت” مؤخراً في محافظة “حماة”، حيث يتم شراؤه بحسب الكمية التي يريدها الزبون من البائع، وهو ما قد يلغي عملية التعقيم التي من المفترض أن يتم التعامل بها مع الحليب الذي يعرف أنه حساس جداً، ويجب أن يكون معقماً خوفا على صحة الأطفال.

تقول “وفاء” لـ”سناك سوري”، إن سعر الحليب البودرة الفلت مناسب لقدراتها المادية، وقد عرضه عليها أحد الباعة في البزورية وجربته، ولم تلاحظ أي تأثيرات سلبية له على صحة طفلتها.

لكن تجربة “منى” 27 عاماً معلمة مدرسة، كانت مختلفة حيث تعرض طفلها البالغ من العمر عاماً واحدا لإسهال شديد بعد تجربة هذا النوع من الحليب، وتضيف أنها ومنذ 7 أشهر لم تستطع تأمين علبة حليب لطفلها الرضيع فالحليب كان مقطوعاً، لافتة أن أحدهم عرض تأمين علبة لها لكن بسعر كبير لا تستطيع دفعه، فلجأت للحليب الفلت.

في جولة لسناك سوري على بعض المحلات التي تبيع الحليب المستورد، أوضح صاحب أحد المحال الذي رفض ذكر اسمه أن الإقبال على شراء هذا الحليب جيد فهو متعدد الاستخدامات للحلويات والكبار ويلجأ البعض له من أجل أطفالهم، فهو أوفر وأرخص، مشيراً أنه “ينصح” الأهل عدم إطعامه للأطفال دون الـ3 سنوات إلا أن البعض يصر نظراً لإمكانية شرائه بأي كمية كانت.

اقرأ أيضاً: باليوم العالمي لحقوق الطفل.. الحقوق تتقلص لحجم علبة حليب

وبحسب البائع فإن سعر الكغ الواحد من هذا النوع من الحليب، يتراوح بين 24 إلى 30 ألف ليرة، وبالتالي فهو ليس أقل ثمنا من حليب الأطفال الرضع، لكن انتشاره ربما يعود لإمكانية شراءه بأي كمية كانت، أو لانقطاع حليب الأطفال بين الفترة والأخرى.

الصيدلاني “محمد” 33 عاماً في “حماة”، و في سؤاله عن مدى توفر حليب الأطفال في الصيدليات وأسعاره، أوضح أن كل فترة يشهد سوق الحليب انقطاعاً في المادة حتى في المستودعات المسؤولة عن توزيعه، ليتم رفع سعره مجدداً وطرحه في الأسواق، وحالياً تباع عبوة الحليب 400 غرام بأسعار تتراوح من 13 ألف ليرة سورية إلى 17 ألف ليرة سورية حسب الشركة المصنعة له.

الدكتورة “ضحى محمود” “أخصائية أطفال” قالت لسناك سوري، إنها صادفت مؤخراً حالتي التهاب أمعاء لطفلين واحد بعمر السنة وشهرين، والآخر بعمر 9 أشهر، وعند سؤال الأهل ماذا تم إطعامهما، الجواب كان “حليب مستورد فلت”، لتؤكد “محمود” على عدم اللجوء إلى هذه البدائل لأضرارها على صحة الأطفال في هذه الأعمار لطبيعة أجسادهم الحساسة تجاه أي شيء، وخاصة في سن النمو أي ما بين السنة إلى 3 سنوات، والحرص تماما على نوعية الطعام المقدم للطفل.

وتظهر صور التقطها سناك سوري، كيفية بيع الحليب الفلت، والتي تتم كما عملية بيع البهار أو أي منتجات أخرى، وهو ما قد يعرض الحليب الذي سيتناوله الأطفال للجراثيم، فحتى لو كان صحياً كمنتج فإن التعامل الخاطئ معه ربما يسبب أمراضاً للأطفال الصغار.

اقرأ أيضاً: دير الزور.. شح كبير بمادة حليب الأطفال ووعود بتوفرها خلال أيام

زر الذهاب إلى الأعلى