أخر الأخبارالرئيسيةتقاريرسناك ساخن

“أنا أمها دخيلكم”.. صرخات أمهات المفقودات تتحدى الصمت

جهينة وسيلينا في حمص، وعتاب في طرطوس.. نساء يغيّبن دون أثر، وأمهات يتوسلن عودة بناتهنّ

“أنا أمها دخيلكم”، تنادي والدة المفقودة في “حمص”، “جهينة عبد الكريم” وطفلتها “سلينا النقري”، لترد عليها والدة المختفية “عتاب سليم جديد” بمناشدة أهل الخير لإعادة ابنتها التي فقدت في “طرطوس”.

سناك سوري-دمشق

بفيديو مؤثر خرجت والدة “جهينة” التي فقدت مع طفلتها في حمص الأسبوع الفائت، تغالبها الدموع فتحبسها بينما تطلق صرخاتها: “أنا أمها دخيلكم، ترأفوا بحالتنا يا أهل الناموس، بنتي كانت رايحة كرمال لقمة عيشها لا رايحة تضرب ولا رايحة تقاتل وتحارب”.

وتتبع صرختها المخنوقة بالدموع بمناشدة “الطيبين”، وتدعو ألا يمسهم القدر بسوء: “دخيلكم بس ردولي سيلينا وأمها”.

في فيدو آخر نشرته رئيسة قسم البودكاست في العربي الجديد، “هزار الحرك”، تظهر الطفلة المفقودة “سيلينا” 7 سنوات، وهي تغني، وعلّقت “الحرك” على الفيديو قائلة: «هي البنت اللطيفة البريئة، اليوم ماحدا بيعرف عنها شي، ولا حدا بيعرف مصيرها. انفقدت مع أمها جهينة، صباح الثلاثاء الماضي».

وأضافت أن “جهينة” خريجة جامعية من كلية التربية، كانت في طريقها إلى شركة صرافة لقبض حوالة من عملها على الإنترنت بقيمة 15 دولار، حين فُقدت وآخر اتصال كان مع أحد أقربائها تسأله عن عنوان الشركة، وأخبرته أنها في طريقها إليها، ثم انقطع الاتصال.

“جهينة” وطفلتها من سكان حي الأرمن في حمص، وبحسب اتصال بين “الحرك” وزوج السيدة المفقودة، فإنه لا يوجد ما يدل على أنها تركت البيت بمحض إرادتها، فهي لم تأخذ شيئاً من أغراضها، كما لم يكن هناك أي خلافات زوجية بينهما.

تضيف “الحرك” في منشورها أن “فاطمة” شقيقة المفقودة وأكبر منها بست سنوات، أكدت أنه لا يوجد أي سبب يدفع شقيقتها للهروب، فهي كانت بيت سرها ولو أن هناك ما يستدعي الهروب لكانت علمت به، وأضافت أن العائلة تقدمت ببلاغ للجهات المعنية لكن للأسف لا يوجد أي نتيجة.

“الحرك” ختمت منشورها قائلة: «هاي البنوتة وأمها، مو معروف بإيدين مين واقعين، أو أي مصير لاقوه، اختفاء الأطفال والنساء لازم يوقف، مئات الآلاف من السوريين عانوا من إخفاء أحبتهم ولساتهم عم يعانوا».

نساء فُقدن في طرطوس

وتلتزم الجهات المختصة الصمت حيال ظاهرة فقدان الشابات والنساء والأطفال، التي انتشرت أخبارها منذ آذار الفائت، وغالباً ما تنتشر قصة الاختفاء بكثافة عبر السوشيل ميديا، وتنتهي بعضها بالعودة إما مع قصة “هروب الفتاة مع حبيبها”، أو من دون إجابات على الأسئلة الأكثر أهمية مثل أين كانت وكيف عادت؟ كما في قصة اليافعتين المفقودتين “لانا ولبنى حمود” اللواتي اختفين مع شقيقهنّ “حمزة” في طرطوس وبعد مناشدات من الأم عادت الشقيقتان دون أي معلومات عن قصة اختفائنّ وعودتهنّ بينما لم ترد أي أخبار عن شقيقهنّ.

في “طرطوس” برزت مؤخراً قصة اختفاء السيدة “عتاب سليم جديد”، التي أعلن عنها لأول مرة شقيقها “نورس” عبر السوشيل ميديا قبل نحو شهر، وقال حينها إنهم فقدوا الاتصال مع شقيقته وكان آخر تواجد لها على كورنيش طرطوس عند الثامنة من مساء يوم الأحد 18 أيار الفائت.

المفقودة عتاب سليم جديد – فيسبوك

آخر مناشدة أطلقها “نورس” كانت يوم السبت، مؤكداً أن العائلة لا تمتلك أي معلومات عن شقيقتهم بعد، ونشر فيديو لوالدته وهي تطالب بعودة ابنتها “عتاب” أم لثلاثة أطفال، وشرحت الأم كيف أن غياب ابنتها أدى لتدهور وضعها الصحي نفسياً وجسدياً، فهي مريضة سرطان.

وقبل عيد الأضحى الماضي، قال الصحفي “هيثم يحيى محمد” أحد الوجوه المعروفة في “طرطوس” في منشور له بالفيسبوك، إن أهالي المفقودات لم ولن يشعروا بأي عيد أو لحظة راحة وفرح قبل عودة بناتهنّ سالمات، وعرض أسماء بعض المخطوفات، مثل “عتاب” و”عبير يونس سليمان” التي فقدت في المدينة بتاريخ 21 أيار، و”دارين وعرين عبد الرحمن سليمان” اللواتي فقدتا 25 أيار الفائت أيضاً.

كما أعاد التذكير باليافع “حمزة حمود” الذي اختفى مع شقيقتيه من قرية بيت الشنتة بتاريخ 23 آذار الفائت، لتعود شقيقتاه بتاريخ 24 أيار الفائت دون أي معلومة عنه حتى اللحظة.

في ظل تكرار حوادث الاختفاء الغامض لنساء وأطفال في مناطق مختلفة من سوريا، يبقى صوت الأمهات المنكسر هو الصدى الوحيد الذي يتردّد في الفضاء العام، بينما تختفي الحقيقة خلف ستار من الصمت والتجاهل الرسمي، ومهما اختلفت الروايات، فإن مصير “جهينة” و”سيلينا” و”عتاب” وغيرهنّ، سيبقى شاهداً على فشل واضح في حماية النساء، ومطلباً ملحاً للشفافية والمحاسبة والعدالة قبل أن يتسع هذا الوجع ليطال مزيداً من البيوت.

زر الذهاب إلى الأعلى