أم صالح.. تبيع دور جرة الغاز بـ2000 ليرة لتؤمن خبز أطفالها
أم صالح: أم لثمانية أطفال باعت كل أغراض منزلها لتؤمن طعام أولادها الثمانية
سناك سوري – شاهر جوهر
آخر مرة اشترت جرة غاز كانت عام 2019، ومنذ ذاك اليوم وهي تستعيض عنها بأعواد الشجر والجلة وقطع البلاستيك، تقول “أم صالح” (41 عاماً)، لـ “سناك سوري” إن «جرة الغاز أصبحت رفاهية ليس بالنسبة لي فقط إنما لنسوة كثر هنا في هذا الحي (أحد أحياء القنيطرة)، المعيشة كل يوم ترتفع، ولا قدرة لنا على تحمل كل هذه الأعباء، مياه الشرب والغاز والمازوت والخبز والخضروات والزيت ومستلزمات الأطفال، لهذا حين يأتي دوري في جرة الغاز عبر البطاقة الذكية أقوم ببيعها لإحدى العائلات الميسورة، أمنحهم بطاقتي ثم يعطوني ألفي ليرة حتى أتمكن من تأمين الخبز».
“صالح” الذي يبلغ من العمر أحد عشر عاماً يقضي وقته في مساعدة والدته في جمع الحطب، وجمع الخردة وأعمال أخرى لا تلائم سنه، ترك المدرسة كما فعلت قبله أخته “هاجر” لتعمل الأخرى في المشاريع الزراعية المتعبة.
اقرأ أيضاً: سمية الحمادي.. بائعة العصير تحبّ زوجها ولا تهتم لنعومة يديها
“أم صالح” تجد أن ما فعلته، من إبعاد أولادها عن المدرسة، هو أمر مبرر، فلا قدرة لها على تحمل أعباء الحياة أكثر من ذلك، فهي أم لثمانية أطفال، وزوجها مقعد، تضيف في حديثها لسناك سوري: «خلال عامين بعت كل مدخراتي، بعت خزانة أغراضي، واسفنجات وبعض الصحون والكؤوس، لم يتبق لدي شيء لأبيعه، قام أحد فاعلي الخير بالتبرع لي بمعزاة كي أعتاش من حليبها، لكن اضطررت لبيعها العام الفائت كي أتمكن من سداد الديون».
لا تخفي “أم صالح” قلقها من قدوم شهر رمضان، إذ تحتاج لاستقباله للكثير من التكاليف، وهو أمر يضاف إلى تكاليف أخرى كثيرة كمياه الشرب التي باتت تتأخر في الوصول إلى منزلها بسبب التقنين الكبير في الكهرباء، وكذللك ارتفاع أسعار المحروقات وندرتها.
“أم صالح” ليست الوحيدة في “القنيطرة” التي باتت جرة الغاز وربطة الخبز من الكماليات بالنسبة لها، ففي كل حي هناك “أم صالح” أو من هن أحوج منها ممن باتت تكاليف المعيشة مرهقة لهن.
يذكر أن ظروف الحرب والظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، فرضت على غالبية العوائل السورية التقنين بكل شيء من الطعام وحتى اللباس، وغالبية المواد الأساسية في الحياة.
اقرأ أيضاً: المال لم يكفِ الجميع.. أم محمد نجحت بتدريس ابنة واحدة