“أم خلدون” تنتظر رسالة واتساب من داعش لا تأتي
سناك سوري- خاص
«أتمنى أن أراها لمرة واحدة قبل أن أموت، لأحتضنها وأحتضن أطفالها لمرة واحدة فقط وبعدها متأكدة أن روحي ستطمئن إلى الأبد، يارب احفظها وزوجها وأطفالها وكل الطيبين في الكون من كل مكروه»، هي كلمات تحز بنفس سامعها جداً، فكيف تفعل بأمٍ تتوق لرؤية ابنتها وأحفادها منذ ثماني سنوات.
أجل فآخر مرة رأت السيدة السبعينية ابنتها كان عام 2010، “أم خلدون” من معرة النعمان بإدلب وابنتها متزوجة في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور، بعد المسافة كان عائقاً أمام الزيارات المتكررة، لكن داعش الذي يسيطر حاليا على المدينة التي تسكنها ألغى الزيارات تماماً.
تقول أم خلدون لـ “سناك سوري”: «أجلس كل يوم مساء أسترق النظر إلى السماء وأنا أمسك جوالي بانتظار رسالة واتس آب من ابنتي تقول لي فيها إنها بخير وعلى قيد الحياة، فمذ سيطر داعش على الرقة انقطع الاتصال بها تماماً».
قبل عدة أشهر عاد الأمل من جديد يطرق باب السيدة السبعينية “أم خلدون”، لقد حمل لهم أحد الهاربين من داعش أخباراً عن ابنتها، «كان يوماً عظيماً»، تقول أم خلدون وتضيف: «منذ أربعة أشهر استلمت رسالة على تطبيق الواتساب من شخص عرفني بنفسه على أنه هارب من تنظيم داعش، ويريد طمأنتي على ابنتي وزوجها والأطفال إذ أكد لي أنهم جميعاً بخير ولا يحتاجون إلاّ الدعاء لهم، لقد كانت ابنتي تدرك تماماً حجم قلقي وخوفي عليها فأرادات أن تطمأن قلبي فأعطته رقمي، وأنا منذ ذلك الحين أنتظر أن يرسلوا لي رسالة جديدة، الجوال لا يفارقني أبداً».
“أم خلدون” تقاسي الكثير في حياتها، إنها إحدى أولئك السوريات الكثر اللواتي فقدن منزلهن وأولادهن، اضطرت لهجر منزلها في معرة النعمان بعد سيطرة كتائب اسلامية على المعرة عام 2012 وباتت المدينة ساحة معركة مع القوات الحكومية، وهي منذ ذلك الوقت تسكن في أحد أحياء مدينة حماة، بانتظار الفرج والعودة من جديد إلى حياة سابقة أزهقتها الحرب.
السيدة السبعينية لا تملك اليوم سوى الدعاء، فالسعادة الصغرى بالنسبة لها مقرونة باستلام رسالة واتس آب من ابنتها أما الكبرى فهي رؤيتها والعودة إلى مسقط رأسها في المعرة، أي جحيم حملته هذه الحرب لنا لتختصر السعادة بهذه الطريقة المؤلمة.